سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:((نزل جبريل فأمني، فصليت معه. ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه)) يحسب بأصابعه خمس صلوات. متفق عليه.
٥٨٥ - وعن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أنه كتب إلي عماله إن أهم أموركم عندي الصلاة؛ من حفظها وحافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع. ثم كتب: أن صلوا الظهر إن كان الفيء ذراعاً، إلي أن يكون ظل أحدكم مثله، والعصر والشمس مرتفعة بيضاء نقية قدر ما يسير الراكب فرسخين أو
ــ
حرف استفتاح بمنزلة ألا، ويكون أيضاً بمعنى حقاً، ذكر ذلك سيبويه ولا تشاركها إلا في ذلك، و ((أمام)) ضبط في شرح مسلم بكسر الهمزة وفي جامع الأصول مقيد، بالكسر والفتح، فبالفتح ظرف، وبالكسر إما أن يكون منصوباً بفعل مضمر، أعني: أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو خبر كان المحذوف، كما سبق في قوله:((أول ما خلق الله القلم)) أي كان القلم. قال المالكي: هو المعارف الواقعة أحوالاً، كأرسلها العراك، وجاءوا قضهم بقضيضهم. قال الشيخ محيي الدين: يوضح معنى الكسر في هذا الحديث قوله: ((نزل جبريل فأمني، فصليت معه)) يقال: ليس في هذا الحديث بيان أوقات الصلاة؟ يجاب عنه بأنه كان معلوماً عند المخاطب، فأبهمه في هذه الرواية، وبينه في رواية جابر وابن عباس. وأقول: قوله: ((اعلم ما تقول يا عروة)) تنبيه منه علي إنكاره إياه، ثم يصدره بـ ((أما)) التي هي من طلائع القسم أي تأمل ما تقول، وعلام تحلف وتنكر؟ ومعنى إيراد عروة الحديث أي كيف لا أدري ما أقول؟ وأنا صحبت، وسمعت ممن صحب، وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمع منه هذا الحديث، فعرفت كيفية الصلاة وأوقاتها وأركانها، و ((نحسب)) بالنون حال من فاعل نقول، أي نقول: هو ذلك القول ونحن نحسب بعقد أصابعه صلى الله عليه وسلم وهذا مما يشهد بإيقانه، وضبطه أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحديث الثاني عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): قوله: ((من حفظها وحافظ عليها)) المحافظة علي الصالة أن لا يسهو عنها، ويؤديها في أوقاتها، ويقيم أركانها، ويوكل نفسه بالاهتمام بها، وبما ينبغي أن يتم به أوصافها، فالتكرير بمعنى الاستقامة والدوام، كما في قوله