الفجر فأسفر، ثم التفت إلي فقال: يا محمد! هذا وقت الأنبياء من قبلك، والوقت ما بين هذين الوقتين)). رواه أبو داود، والترمذي. [٥٨٣]
الفصل الثالث
٥٨٤ - عن ابن شهاب: أن عمر بن عبد العزيز أخر العصر شيئاً، فقال له عروة: أما إن جبريل قد نزل فصلي أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له عمر: اعلم ما تقول يا عروة! قال: سمعت بشير بن أبي مسعود، يقول: سمعت أبا مسعود، يقول:
ــ
فإذا كان أطول النهار واستوت الشمس فوق الكعبة لم ير لشيء من جوانبها ظل، فكل بلد يكون أقرب إلي خط الاستواء، ومعدل النهار، يكون الظل فيه أقصر، وكل ما بعد عنهما إلي جهة الشمال يكون الظل فيه أطول. تم كلامه. ومعنى زوال الشمس: هو أن يكون ظل كل شيء من أول النهار إلي المغرب كبيراً، ثم يأخذ في النقصان قليلاً قليلاً إلي أن وقف لمحه، وهو وقت الاستواء، فإذا زال الظل بعده إلي المشرق فهو أول وقت الظهر، فإذا صار ظل كل شيء مثله بعد ظل الزوال يدخل وقت العصر.
فقوله أولاً في:((صلي بي العصر حين صار ظل كل شيء مثله)) يراد منه مع ظل الزوال. وقوله ثإنياً:((صلي بي الظهر حين كان ظله مثله)) ليس المراد منه ظل الزوال فلا يكونان في وقت واحد. قد وافق هذا قول المظهر علي سبيل توارد الخواطر، وهذا تأويل أولي من تأويل القاضي في الحديث الأول من الباب. والتعريف في قوله:((الوقت ما بين هذين الوقتين)) للعهد، أي أول وقت صليت فيه، وآخر وقت، وما بينهما، هو الوقت، كما مر في الحديث السابق والله أعلم.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن ابن شهاب: قوله: ((شيئاً)) صفة مصدر محذوف أي أخر تأخيراً يسيراً- يعني أخر صلاة العصر حتى غبر شيء من وقته. قوله:((أما أن جبريل)) قال المالكي: ((أما))