٦٤٣ - عن ابن عمر، قال: كان الأذان علي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين مرتين، والإقامة مرة مرة، غير أنه كان يقول: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة. رواه أبو داود، والنسائي والدارمي. [٦٣٤]
ــ
معنيين: أحدهما- وهو الظاهر- أن أفعل قطع عن متعلقه قصداً إلي نفس الزيادة إيهاماً للمبالغة نحو: فلان يعطي ويمنع، أي يوجد حقيقتهما، وإفادته المبالغة من حيث أن الموصوف تفرد بهذا الوصف، وانتهي أمره فيه إلي أن لا يتصور من يشاركه فيه، ولهذا السر قال أولا:((مطلقاً))، ثم أتبعه بقوله:((إطلاقاً)).
وثإنيهما- وعليه كلام شارح الباب- أن يراد بالزيادة الزيادة علي الغير لكن علي العموم قال: ليس معنى قوله: ((أعدلا بني مرواه)) التفضيل عليهم لأن المروإنية كلهم جورة، لكن المراد تعريف أنه من بني مرواه، كأنه قال: الأشج أعدل الناس، وهذا الأعدال من بني مروان. وفيه نظر؛ لأن قوله:((يؤخذ مطلقاً)) وتأكيده بقوله: ((إطلاقاً)) لا يساعد؛ لأن المنوي كالملفوظ. ولا قوله:((كأنك قلت: عادلاً بني مروان))؛ لأن أعدلا إذا أريد به عادلاً كان بالنسبة إلي بني مروان مجازاً، وهو حينئذ حقيقة في إرادة الغير، فقد اجتمعت الحقيقة والمجاز علي لفظ واحد في حال واحد. وأيضاً يلزم أن يكون محضة وغير محضة، فثبت أن الاحتمال الأول أولي. وعليه يحمل كل ما جاء في وصف الباري (عزو علا) من نحو: أكبر، وأعلم؛ فإنه لا ينبغي أن يتوهم في وصفه المبارك المشارك، والله أعلم.
ذكر في النهاية والغريبين أن الراء في ((أكبر)) ساكنة في الأذان والصلاة، كذا سمع موقوفاً غير معرب في مقاطعة، كقولهم: حي علي الصلاة، حي علي الفلاح، والمعنى هلموا إليها، وأقبلوا، وتعالوا مسرعين، ومنه حديث ابن مسعود:((إذا ذكر الصالحون فحيهل بعمر)) أي ابدأ به وأعجل بذكره، وهما كلمتان جعلتا كلمة واحدة. ((الجوهري)): فتحت الياء في حي لسكونها وسكون ما قبلها، كما قيل: ليت، ولعل، والعرب تقول: حي علي الثريد، وهو اسم لفعل الأمر. وأقول: لما قيل: حي، أي أقبل قيل له: علي أي شيء؟ أجيب: علي الصلاة. ذكر نحوه في (الكشاف) في قوله: {هيت لك}. ((وأقبل)) يعدى بـ ((علي))، يقال: أقبل عليه بوجهه، وقال الله (تعالي): {وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون}.
الفصل الثاني
الحديث الأول عن ابن عمر رضي الله عنهما:((كان الأذان علي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم)) أي في عهده، عدى بعلي لمعنى الظهور والاستعلاء.