٧١٥ - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما بين المشرق والمغرب قبلة)) رواه الترمذي. [٧١٥]
٧١٦ - وعن طلق بن علي، قال: خرجنا وفداً إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعناه، وصلينا معه، وأخبرناه أن بأرضنا بيعة لنا فاستوهبناه من فضل طهوره. فدعا بماء، فتوضأ وتمضمض، ثم صبه لنا في إداوة، وأمرنا، فقال:((اخرجوا فإذا أتيتم أرضكم، فاكسروا بيعتكم، وانضحوا مكانها بهذا الماء واتخذوها مسجداً. قلنا: إن
ــ
الفصل الثاني
الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((ما بين المشرق والمغرب قبلة)) ((تو)) الظاهر أن المعنى بالقبلة في هذا الحديث قبلة المدينة؛ فإنها واقعة بين المشرق والمغرب، وهي إلي الطرف الغربي أميل. ((مظ)): المشارق والمغارب كثيرة، قال الله تعالي:{رب المشارق والمغارب} وأول المشارق مشرق الصيف، وهو مطلع الشمس في أطول يوم من السنة، وذلك قريب من مطلع السماك الرامح، يرتفع عنه في الشمال قليلاً، وآخر المشارق مشرق الشتاء، وهو مطلع الشمس في أقصر يوم في السنة، وهو قريب من مطلع قلب العقرب. ينحدر عنه في الجنوب قليلاً. وأول المغارب مغرب الصيف، وهو مغيب القرص عند موضع غروب السماك الرامح، وآخر المغارب مغرب الشتاء، وهو مغيب القرص عند مغرب قلب العقرب. فمن جعل من أهل الشرق أول المغارب عن يمينه وآخر المشارق عن يساره كان مستقبلاً للقبلة، والمراد بأهل الشرق أهل الكوفة، وبغداد، وخوزستان، وفارس، وعراق، وخراسان، وما يتعلق بهذه البلاد.
الحديث الثاني عن طلق بن علي قوله:((وفداً)) الوفد الجماعة القاصدة عظيماً من الشيءون وهي حال، ((وبيعة)) متعبد النصارى، والفاء في ((فاستوهبناه)) عطفت ما بعدها علي المجموع، أي خرجنا وفعلنا كيت وكيت فاستوهبناه. و ((من)) في قوله: ((من فضل طهوره)) تبعيضية منصوبة بدل من المفعول.
قوله:((أمرنا)) أي أراد أن يأمرنا بالخروج ((فقال: اخرجوا)) والضمير في ((فإنه)) يحتمل أن يكون للماء الوارد والمورود، أي الماء لا يزيد المورود الطيب ببركته إلا طيبا، والمورود الطيب لا يزيد بالوارد إلا طيباً.