للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٢٦ - وعن ابن عباس، ومعاذ بن جبل، وزاد فيه: ((قال: يا محمد! هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلي؟ قلت: نعم، في الكفارات)). والكفارات: المكث في المساجد بعد الصلوات، والمشي علي الأقدام إلي الجماعات، وإبلاغ الوضوء في

ــ

وقوله: ((ومن فعل ذلك عاش بخير)) هو من قوله كقوله تعالي: {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} الآية. أي لنرزقنه في الدنيا حياة طيبة، وذلك أن المؤمن مع العمل الصالح موسراً كان أو معسراً فمعه ما يطيب عيشته، وهو القناعة والرضي بقسمة الله تعالي؛ وأما الفاجر فأمر علي العكس، إن كان معسراً فلا إشكال في أمره، وإن موسراً فالحرص لا يدعه أن يتهنأ بعيشه، وعن ابن عباس: الحياة الطيبة الرزق الحلال، وقيل: هي حلاوة الطاعة والتوفيق في قلبه. ومعنى ((يموت بخير)) أنه يأمن في العاقبة، ويكون له روح وريحان إذا بلغت الحلقوم، ويقال له: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلي ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}.

قوله: ((كيوم ولدته أمه)) يوم مبني علي الفتح، للإضافة إلي الماضي، وإذا أضيف إلي المضارع اختلفت في أنه مبني أو معرب، والأصح الثاني، يعني من فعل ذلك يكون مبرءاً عن الذنوب، كما كان مبرءاً عنها يوم ولدته أمه.

قوله: ((أسألك الخيرات)) وهي ما عرف في الشرع من الأفعال الحميدة، والأقوال المرضية وغيرها، يدل عليه قوله: ((ترك المنكرات))، فلما طلب ما يرفع به درجته، ويزلفه إلي خيرة القدس، أراد التواضع والاستكانة، - بأنه – طلب حب المساكين، بأن يعيش معهم، ويموت معهم، ويحشر معهم. قوله: ((فتنة)) ((مظ)): أي إذا أردت أن تضل قوما عن الحق قدر موتي غير مفتون، أي غير ضال.

قوله: ((والدرجات)) مبتدأ، وما بعده خبر، أي ما يرفع به الدرجات، أو يوصل إلي الدرجات العالية هذه الخصال الثلاث، لأنه إذا عاشر الخلق يقوم بحقهم، من بذل السلام، وإطعام الطعام، وإذا ناموا عامل الحق بالقيام، فنال بها الدرجات العلي، قال الله تعالي: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً} فلا غرو إذا إن اغتبط الملائكة البشر بتلك الكفارات، وهذه الدرجات، نفعنا الله بها. والله تعالي أعلم.

الحديث الحادي عشر عن أبي أمامة رضي الله عنه: قوله: ((ضامن علي الله)) عدى ((ضامن)) بـ ((علي)) تضميناً لمعنى الوجوب علي سبيل الوعد، أي يجب علي الله وعداً أن يكلأه من مضار

<<  <  ج: ص:  >  >>