للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المكاره، فمن فعل ذلك عاش بخير، ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه، وقال: يا محمد! إذا صليت فقل: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضي إليك غير مفتون)). قال: والدرجات: إفشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام. ولفظ هذا الحديث كما في ((المصابيح)) لم أجده عن عبد الرحمن إلا في ((شرح السنة)). [٧٢٦]

٧٢٨ - وعن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة كلهم ضامن علي الله: رجل خرج غازياً في سبيل الله، فهو ضامن علي الله حتى يتوفاه، فيدخله الجنة، أو يرده بما نال من أجر أو غنيمة؛ ورجل راح إلي المسجد، فهو ضامن علي الله [حتى يتوفاه فيدخله الجنة، أو يرده بما نال من أجر وغنيمة]؛ ورجل دخل بيته بسلام، فهو ضامن علي الله)) رواه أبو داود. [٧٢٧]

ــ

الدين والدنيا. قال صاحب المغرب: قوله صلى الله عليه وسلم حكاية عن الله (سبحانه وتعالي): ((من خرج مجاهداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي فأنا عليه ضامن- أو علي ضامن-)) شك الراوي، والمعنى إني في ضمان ما وعدته في الجزاء حياً وميتاً، وعدى بعلي لتضمن معنى محارم ورقيب. وقوله: ((هو علي ضامن)) قريب المعنى من الأول، إلا أنه تأول الضامن بذي الضمان، فيعود إلي معنى الواجب كأنه قال: هو علي واجب الحفظ والرعاية كالشيء المضمون. ((خط)): ضامن أي مضمون علي الله، فاعل بمعنى مفعول كماء دافق أي مدفوق، ويحتمل أن يكون ذو ضمان، كلابن، وتامر. ((تو)): ذكر الشيء المضمون به في أول الثلاثة، ولم يذكر في الثاني والثالث اكتفاء بالأول، فكما أن المجاهد طالب لإحدى الحسنيين: الشهادة، أو الغنيمة، فكذلك الذي يروح إلي المسجد فإنه يبتغي فضل الله ورضوانه، ومغفرته، فهو ذو ضمان علي الله أن لا يضل سعيه، ولا يضع أجره.

قوله: ((دخل بيته بسلام)) ((تو)): ذهبوا إلي أن هذا هو الذي سلم علي أهله إذا دخل بيته، والمضمون به أن يبارك عليه وعلي أهل بيته؛ لما ورد أنه صلى الله عليه وسلم قال لأنس رضي الله عنه: ((يا بني إذا دخلت علي أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلي أهل بيتك)) وقيل: هو الذي يلزم بيته طلباً للسلامة، وهرباً من الفتنة؛ لقوله تعالي: {ادخلوها بسلام آمنين} أي من الآفات والعوارض. وهذا أوجه، ولملاءمة ما قبله أوفق؛ لأن المجاهدة في سبيل الله سفراً، والرواح إلي المسجد حضراً، ولزوم البيت اتقاء من الفتن أخذ عضها بحجزة بعض، وعلي هذا المضمون به هو رعاية الله تعالي إياه وجواره عن الفتن.

<<  <  ج: ص:  >  >>