للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج. رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي. [٧٤٠]

٧٤١ - وعن أبي أمامة، قال: إن حبراً من اليهود سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي البقاع خير؟ فسكت عنه، وقال: ((أسكت حتى يجيء جبريل))، فسكت، وجاء جبريل عليه السلام، فسأل، فقال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل؛ ولكن أسأل ربي تبارك وتعالي. ثم قال جبريل: يا محمدا! إني دنوت من الله دنواً ما دنوت منه قط. قال: ((وكيف كان يا جبريل؟)) قال: بيني وبينه سبعون ألف حجاب من نور، فقال: شر البقاع أسواقها، وخير البقاع مساجدها. [٧٤١]

ــ

كان لتضييع المال، لأنه لا نفع فيه لأحد، ويحتمل أن يكون النهي للاحتزاز عن تعظيم القبور، كالنهي عن اتخاذ القبور مساجد.

الحديث الرابع والعشرون عن أبي أمامة رضي الله عنه: قوله: ((إن حبرا)) ((نه)): الخبر والحبر- بفتح الحاء وكسرها- العالم، وكان يقال لابن عباس الحبر والبحر لعلمه وسعته.

قوله: ((سكت وقال: أسكت)) أي سكت وقال في نفسه: أسكت، لا أنه نطق به. وفيه أن من استفتى عن مسألة لم يعلمها فعليه أن لا يعجل في الإفتاء، ولا يستنكف عن الاستفتاء عمن هو أعلم منه، ولا يتبادر إلي الاجتهاد ما لم يضطر إليه؛ فإن ذلك من سنة رسول الله وسنة جبريل صلى الله عليه وسلم.

فإن قلت: كيف قرن المساجد بالأسواق؟ وكم من بقاع شر من الأسواق. قلت: ذهب في التقابل إلي معنى الإلهاء والاشتغال. وإن العز الديني يدفعه الأمر الدنيوي. ولا شك أن الأسواق معدن الإلهاء عن ذكر الله وما والاه. ألا ترى إلي أنه تعالي كيف وصف أولياءه الذين جعلوا المسجد مأواهم بقوله: {في بيوت أذن الله أن ترفع- إلي قوله- رجال لا تلهيهم تجارة

<<  <  ج: ص:  >  >>