٧٤٦ - وعن أنس، قال: رأي النبي صلى الله عليه وسلم نخامة في القبلة، فشق ذلك عليه حتى رؤي في وجهه، فقام فحكه بيده، فقال:((إن أحدكم إذا قام في الصلاة فإنما يناجي ربه، وإن ربه بينه وبين القبلة، فلا يبزقن أحدكم قبل قبلته، ولكن عن يساره، أو تحت قدمه))، ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه، ثم رد بعضه علي بعض، فقال:((أو يفعل هكذا)) رواه البخاري.
٧٤٧ - وعن السائب بن خلاد، - وهو رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم -، قال: إن رجلا أم قوماً، فبصق في القبلة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقومه حين فرغ:((لا يصلي لكم)). فأراد بعد ذلك أن يصلي لهم، فمنعوه، فأخبروه بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: نعم، وحسبت أنه قال:((إنك قد آذيت الله ورسوله)) رواه أبو داود. [٧٤٧]
٧٤٨ - وعن معاذ بن جبل، قال: احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة عن
ــ
الحديث الخامس عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((نخامة)) ((نه)): وهي البزقة التي تخرج من أقصى الحلق، ومن مخرج الخاء المعجمة. وقوله:((حتى رؤي في وجهه)) الضمير الذي أقيم مقام الفاعل راجع إلي معنى قوله: ((شق ذلك عليه)) وهو الكراهة.
قوله:((وإن ربه بينه وبين القبلة)) ((حس)): معناه أنه يقصد ربه بالتوجه إلي القبلة، فيصير بالتقدير كأنه مقصود بينه وبين القبلة، فأمر أن يصان تلك الجهة عن البزاق. ((مح)): الأمر بالبصاق عن يساره وتحت قدمه هو فيما إذا كان في غير المسجد، وأما في المسجد فلا يبصق إلا في ثوبه.
الحديث السادس عن السائب بن خلاد رضي الله عنه: قوله: ((لا يصلي لكم)) وكان أصل الكلام لا تصل لهم، فعدل إلي النفي ليؤذن بأنه لا يصلي للإمامة، وأن بينه وبينها منافاة. وأيضاً في الإعراض عنه غضب شديد عليه، حيث لم يجعله محلاً للخطاب، وذلك لسوء أدبه بين يدي ربه. قوله:((فذكر ذلك)) أي ذكر الرجل قولهم: إنك منعتني عن الإمامة، أكذا هو؟ فقال: نعم. وقوله:((حسبت)) من كلام الراوي، حسبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم بهذه الزيادة.
الحديث السابع عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: قوله: ((نتراءى عين الشمس)) وضع ((نتراءى)) موضع ((نرى)) للجمع. قوله:((فثوب)) ((نه)): التثويب ههنا إقامة الصلاة، والأصل فيه