للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨١٦ - ورواه ابن ماجه عن أبي سعيد.

وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من [حديث] حارثة، وقد تكلم فيه من قبل حفظه.

ــ

إذا كان شكري نعمة الله نعمة علي له في مثلها يجب الشكر

فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن [طالت] الأيام واتسع العمر

فإن مس بالمنعماء عم سرورها وإن مس بالضراء عقبها الأجر

قوله: ((تبارك اسمك)) ((تو)): هو (تفاعل) من البركة، وهي الكثرة والاتساع، وتبارك أي [بارك] مثل قاتل، إلا أن فاعل يتعدى، وتفاعل لا يتعدى، ومعناه: تعالي وتعظم، وكثرت بركاته في السموات والأرض؛ إذ به تقوم وبه تستنزل الخيرات، وفي كتاب الله تعالي: {فتبارك الله أحسن الخالقين} {تبارك الذي نزل الفرقان} {تبارك الذي بيده الملك} وكل ذلك تنبيه علي اختصاصه سبحانه بالخيرات الإبداعية، والبركات المتوالية، وفيه: ((وتعالي جدك)) أي عظمتك. ومنه قول أنس رضي الله عنه: كان الرجل منا إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا، أي عظم.

وهذا الحديث نجده في كتاب المصابيح، وقد رماه المؤلف بالضعف، وليس الأمر علي ما توهمه، إذ هو حديث حسن مشهور أخذ به من الخلفاء الراشدين عم رضي الله عنه. والحديث مخرج في كتاب مسلم عن عمر رضي الله عنه، وقد أخذ به عبد الله بن مسعود وغيره من فقهاء الصحابة، ولم يكن هؤلاء السادة ليأخذوا بذلك من غير أسوة. ولهذا ذهب إليه كثير من علماء التابعين، واختاره أبو حنيفة وغيره من العلماء رحمهم الله لاستفتاح الصلاة. وإني ينسب هذا الحديث إلي الضعف! وقد ذهب إليه الأجلة من علماء الحديث كسفيان الثوري، وأحمد بن حنبل، وإسحق بن راهوية وغيرهم.

فالظاهر أن هذا اللفظ أعني: ضعيف، يريد من بعض الناس، وإن يك من قبل المؤلف فأراه إنما دخل عليه الداخل من كتاب أبي عيسى؛ لأنه روى هذا الحديث في جامعة بإسناده عن أبي سعيد الخدري مع زيادة علي حديث عائشة رضي الله عنها ولفظ حديثه: أنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلي الصلاة بالليل كبر، ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالي جدك، ولا إله غيرك، ثم يقول: الله أكبر كبيرا، ثم يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه، ونفخه، ونفثه)) ثم قال أبو عيسى: كان يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي. قلت: وعلي بن علي الرفاعي هو الراوي عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>