٨٢٧ - وفي رواية له عن أبي هريرة، وقتادة:((وإذا قرأ فأنصتوا)).
٨٢٨ - وعن أبي قتادة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب، ويسمعنا الآية أحياناً، ويطول في الركعة الأولي ما لا يطيل في الركعة الثانية، وهكذا في العصر، وهكذا في الصبح. متفق عليه.
ــ
وقال: قوله: ((لك الحمد)) هكذا بلا واو، وفي غير هذا الموضع بالواو، والمختار أن الوجهين جائزين، ولا ترجيح لأحدهما علي الآخر. وقال القاضي عياض: علي إثبات الواو يكون قوله: ((ربنا)) متعلقاً بما قبله، تقديره: سمع الله لمن حمده، يا ربنا! فاستجب حمدنا ودعائنا، ولك الحمد.
أقول: هذه الرمزة مفتقرة إلي مزيد كشف، وبيان ذلك أن قوله:((سمع الله لمن حمده)) وسيلة، و ((ربنا لك الحمد)) طلب، وفيها التفات من الغيبة إلي الخطاب، فإذا روي بالعطف يتعلق ((ربنا)) بالأولي؛ ليستقيم عطف الجملة الخبرية علي مثلها، وإذا عزل عنه الواو يتعلق ((ربنا)) بالثانية، فإذا لا يجوز عطف الإنشائي علي الخبري، وتقديره علي الوجه الأول: يا ربنا قبلت في الدهور الماضية حمد من حمدك من الأمم السابقة، ونحن نطلب منك الآن قبول حمدنا، ولك الحمد أولا وآخرا. فأخرجت الأولي علي الجملة الفعلية، وعلي الغيبة، وخص اسم الله تعالي الأعظم بالذكر، والثانية علي الاسمية وعلي الخطاب؛ لإرادة الدوام، ولمزيد إنجاح المطلوب، فعلي هذا الكلام التفاتة واحدة، وعلي الأول التفاتان من الخطاب إلي الغيبة، ومنه إلي الخطاب. والله أعلم.
قوله:((وإذا قرأ فأنصتوا)) ((مظ)): قال أبو حنيفة: لا تجب قراءة الفاتحة وغيرها علي المأموم، بل يسكت ويسمع. وقال الشافعي: يجب عليه قراءة الفاتحة.
الحديث السادس عن أبي قتادة: قوله: ((ويسمعنا الآية)) ((مظ)): يعني يقرأ في صلاة الظهر سراً، وربما يرفع صوته ببعض كلمات الفاتحة أو السورة بحيث يسمع، حتى يعلم ما يقرأ من السورة.
قوله:((ما لا يطيل)) يحتمل أن تكون ((ما)) نكرة موصوفة، أي تطويلاً لا يطيله في الركعة الثانية، وأن تكون مصدرية، أي غير إطالته في الركعة الثانية، فتكون هي مع ما في حيزها صفة لمصدر محذوف.