للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٧٤ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده؛ فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد؛ فإنه من وافق قوله قول الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه)). متفق عليه.

٨٧٥ - وعن عبد الله بن أبي أوفي، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع ظهره من الركوع قال: ((سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد)). رواه مسلم.

٨٧٦ - وعن أبي سعدي الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال: ((اللهم ربنا لك الحمد، ملء السموات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد: اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد)). رواه مسلم.

ــ

صدرت الجملة بالكلمة التي هي من طلائع القسم، وهي ((ألا)) فإذا نهي مثل الرسول صلى الله عليه وسلم فغيره أولي به، ودل علي أن الأمر بالذكر والتسبيح دون النهي عن القراءة في المرتبة، فنسبها إلي الأمة:

قوله: ((فقمن)) ((نه)): قمن وقمن وقمين، أي خليق وجدير، فمن فتح الميم لم يثن ولم يجمع، ولم يؤنث؛ لأنه مصدر. ومن كسر ثنى، وجمع، وأنث، لأنه وصل، وذلك القيمن.

الحديث السابع والثامن عن عبد الله: قوله: ((اللهم ربنا لك الحمد)) قد مر بحثه في الفصل الأول في باب القراءة في حديث أبي موسى قوله: ((ملء السموات)) ((خط)): هذا تمثيل وتقريب، والكلام لا يقدر بالمكاييل، ولا يسعه الأوعية، والمراد تكثير العدد، حتى لو يقدر أن تكون تلك الكلمات أجساماً تملأ الأماكن لبلغت من كثرتها ما يملأ السموات والأرض.

((تو)): هذا يشير إلي الاعتراف بالعجز عن أداء حق الحمد بعد استغراق المجهود، فإنه حمده ملء السموات والأرض، وهذه نهاية أقدام السابقين، ثم ارتفع فأحال الأمر فيه علي المشيئة، وليس وراء ذلك الحمد منتهي؛ فإن حمد الله أعز من [أن] يعتوره الحسبان، أو يكتنفه الزمان والمكان، ولم ينته أحد من خلق الله في الحمد مبلغه ومنتهاه، وبهذه الرتبة استحق صلى الله عليه وسلم أن يسمى بأحمد.

الحديث التاسع عن أبي سعيد: ((أهل الثناء)) أهل يجوز فيه النصب علي المدح،

<<  <  ج: ص:  >  >>