٩١٦ - عن جابر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن: ((بسم الله، وبالله، التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلي عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أسأل الله الجنة، وأعوذ بالله من النار)) رواه النسائي. [٩١٦]
٩١٧ - وعن نافع، قال: كان عبد الله بن عمر، إذا جلس في الصلاة وضع يديه علي ركبتيه، وأشار بأصبعه وأتبعها بصره، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لهي أشد علي الشيطان من الحديد)) يعني السبابة. رواه أحمد. [٩١٧]
ــ
علي النار، واحدتها رضفة، وفي رواية بسكون الضاد، قيل: أراد به تخفيف التشهد الأول، وسرعة القيام في الرباعية والثلاثية، وكذا عن المظهر. ((تو)): أراد بالركعتين الأوليين الأولي والثانية من الرباعية، أي لم يكن يلبث إذا رفع رأسه من السجود في هاتين الركعتين حتى ينهض قائماً. أقول: التأويل ضعيف وعذره في الثنائية والثلاثية بقوله: إنما ذكر الصحابي في الرباعية اكتفاء بذكر الأولي في كل ركعتين، متعسف، وأيضاً تأويله هذا الحديث بما ذكر يقدح في إيراد محيي السنة هذا الحديث في باب التشهد، ولأن لفظه ((علي)) وإيقاعها خبر كان يستدعي استقرار علي القعود، وحتى التدريجية تقتضي زماناً يؤثر فيه تلك الحرارة علي التدريج ليستقره، وتخصيص ذكر الرضف دون النار يساعده علي ما ذكر، ولعل شرعية وضع الورك اليسرى علي بطن الرجل اليسرى، والاعتاد علي أصابع الرجل اليمنى في التشهد الأول دون الثاني إشارة إلي معنى الاستقرار.
الفصل الثالث
الحديث الأول والثاني عن نافع: قوله: ((السبابة)) وهي فعالة من السب وهو الشتم، وسبه أيضاً بمعنى قطعة، والحمل علي المعنى الثاني أنسب؛ لذكر الحديد في الحديث، كأن المصلي عند رفعها والإشارة إلي التوحيد يقطع طمع الشيطان من ولايته، وإضلاله، وأمره بالإشراك بالله، كما قال الله سبحانه وتعالي:{ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبينا}.