٩٤٢ - وعن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله! علمني دعاء أدعو به في صلاتي. قال:((قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم)) متفق عليه.
٩٤٣ - وعن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: كنت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره حتى أرى بياض خده. رواه مسلم.
٩٤٤ - وعن سمرة بن جندب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلي صلاة أقبل علينا بوجهه. رواه البخاري.
٩٤٥ - وعن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينصرف عن يمينه. رواه مسلم.
٩٤٦ - وعن عبد الله بن مسعود، قال: لا يجعل أحدكم للشيطان شيئاً من صلاته يرى أن حقاً عليه أن لا ينصرف إلا عن يمينه! لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً ينصرف عن يساره. متفق عليه.
ــ
الحديث الثاني، والثالث، والرابع عن أبي بكر: قوله: ((مغفرة)) أي غفراناً، ودل التنكير علي أنه غفران لا يكتنه كنهه، ثم وصفه بقوله:((من عندك)) مزيداً لذلك التعظيم؛ لأن ما يكون من عند الله ومن لدنه لا يحيط به وصف واصف، كما في قوله تعالي:{وآتيناه من لدنا علما}.
الحديث الخامس إلي السابع عن أنس: قوله: ((ينصرف عن يمينه)) ((حس)): روي عن علي رضي الله عنه أنه قال: ((إذا كانت حاجته عن يمينه أخذ عن يمينه، وإن كانت عن يساره أخذ عن يساره)) قلت: إذا كان المصلي له حاجة ينصرف إلي جانب حاجته، فإن استوى الجانبان فينصرف إلي أي جانب شاء، واليمين أولي، لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمن، وإن لم يرد الخروج من المسجد فليقبل علي الناس بوجهه من جانب يمينه، والأحاديث الأربعة أعني: حديث عامر بن سعد، وسمرة بن جندب، وأنس، وعبد الله بن مسعود دخيلة في هذا الباب.
الحديث الثامن عن ابن مسعود، قوله:((لا يجعل)) إلي آخره، فيه أن من أصر علي أمر مندوب، وجعله عزماً ولم يعمل بالرخصة فقد أصاب منه الشيطان من الإضلال، فكيف بمن أصر علي بدعة ومنكر؟ وجاء في حديث عبد الله بن مسعود:((إن الله يحب أن تؤتى رخصته، كما يحب أن تؤتى عزيمته)).