٩٤٧ - وعن البراء، قال: كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه. يقبل علينا بوجهه. قال: فسمعته يقول: ((رب قني عذابك يوم تبعث- أو تجمع- عبادك)). رواه مسلم.
٩٤٨ - وعن أم سلمة، قالت: إن النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كن إذا سلمن من الكتوبة قمن، وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلي من الرجال ما شاء الله، فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجل. رواه البخاري.
وسنذكر حديث جابر بن سمرة في باب الضحك، إن شاء الله تعالي.
الفصل الثاني
٩٤٩ - وعن معاذ بن جبل، قال: أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إني
ــ
الحديث التاسع إلي الحادي عشر ظاهر.
الفصل الثاني
الحديث الأول عن معاذ: قوله: ((أعني علي ذكرك)) قريب من معنى حديث ربيعة بن كعب في باب السجود، حين سأل مرافقته صلى الله عليه وسلم فقال:((أعني علي نفسك بكثرة السجود))، حيث علق المحبة به بملازمة الذكر، والمرافقة بكثرة السجود، والذي يقوله في هذا المقام: إن الذكورات الثلاثة مطلوبات غايات، والمطلوب هو البدايات المؤدية إليها، فذكر الغايات تنبيه علي أنها هي المطالب الأولية، وإن كانت نهايات، وتلك وسائل إليها. فقوله:((أعني علي ذكرك)) المطلوب منه شرح الصدر، وتيسير الأمر، وإطلاق اللسان، وأن يلهمه ويرشده إلي كيفيته، وإليه لمح قول الكليم عليه السلام:{رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري- إلي قوله- كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً}.
وقوله:((وشكرك)) المطلوب منه توالي النعم المستجلبة لتوالي الشكر، وإنما طلب المعاونة عليه لأنه عسير جداً، ولذلك قال الله تعالي:{وقليل من عبادي الشكور}. وقيل: الشاكر من يرى عجزه عن الشكر وأنشد:
إذا كان شكري نعمة الله نعمة علي له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتسع العمر