للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٥٦ - وعن جابر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في صلاته بعد التشهد: ((أحسن الكلام كلام الله، وأحسن الهدي هدي محمد)) رواه النسائي. [٩٥٦]

٩٥٧ - وعن عائشة، رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم في

ــ

هو المقصود بالذات؛ لأن الغايات مقدمة في الرتبة وإن كانت مؤخرة في الوجود؛ لقوله تعالي: {الرحمن علم القرآن خلق الإنسان} قدم تعليم القرآن علي خلق الإنسان تنبيهاً علي هذا المعنى.

قوله: ((قلباً سليماً)) المعنى به الخالي عن العقائد الفاسدة والميل إلي شهوات العاجلة ولذاتها، ويتبع ذلك الأعمال الصالحات؛ إذ من علامة سلامة القلب [تأثيرها إلي الجوارح]، قاله الإمام، كما أن صحة البدن عبارة عن حصول ما ينبغي من استقامة المزاج، والتركيب والإيصال، ومرضه عبارة عن زوال إحدى تلك الأمور- كذلك سلامة القلب عبارة عن حصول ما ينبغي له- وهو العلم والخلق الفاضل- ومرضه عبارة عن زوال أحدهما.

قوله: ((لساناً صادقاً)) إسناد ((صادقاً)) إلي اللسان مجازي؛ لأن الصدق من صفة صاحبه، فأسند إلي الآلة مبالغة، كما أسند وضع الأوزار إلي الحرب في قوله تعالي: {حتى تضع الحرب أوزارها}، وهو للمحارب. ويجوز أن يكون استعارة مكنية، بأن شبه اللسان بمن ينطق بالصدق لكثرة صدوره عنه، ثم أدخل اللسان علي سبيل الادعاء مبالغة في جنس المشبه به، وخيل أنه هو، ثم أثبت للمستعار ما يلازم المشبه به من الصدق ونسب إليه، ليكون قرينة مانعة من إرادة الحقيقة.

وقوله: ((وأسألك من خير ما تعلم)) ((ما)) موصولة، أو موصوفة، والعائد محذوف، وفي إضافة الخير والشر إليه إيماء إلي قوله تعالي: {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم} الآية. و ((من)) يجوز أن تكون زائدة علي مذهب من يزيدها في الإثبات، أو بيإنية، والمبين محذوف، أي أسألك شيئاً هو خير ما تعلم، أو تبعيضية، سأله إظهاراً لهضم النفس، وأنه لا يستحق من الخير، وعليه قراءة من قرأ: {اهدنا صراطاً مستقيماً} علي أن التنكير للتقليل، كذا فسره ابن جني في المحتسب. ومنه قول عباس بن الأحنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>