للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٦٠ - وعن عائشة، رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول: ((اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام)).

٩٦١ - وعن ثوبان، رضي الله عنه، قال: كان رسول الله إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً، وقال: ((اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ياذا الجلال والإكرام)). رواه مسلم.

٩٦٢ - وعن المغيرة بن شعبة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو علي كل

ــ

الحديث الثاني عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((لم يقعد)) ((قض)): إنما ذلك في صلاة بعدها راتبة، أما التي لا راتبة بعدها كصلاة الصبح فلا؛ إذ روي أنه عليه الصلاة والسلام كان يقعد بعد الصبح علي مصلاه حتى تطلع الشمس. ودل حديث أنس رضي الله عنه علي استحباب الذكر وفضله بعد صلاة الصبح، وبعد العصر إلي الطلوع والغروب.

الحديث الثالث عن ثوبان: قوله: ((أنت السلام)) ((تو)): أي أنت السلام من المعائب، والحوادث، والتغير، والآفات ((ومنك السلام)) أي منك يرجى، ويستوهب، ويستفاد. ((وإليك يرجع السلام)) أي السلام منك بدؤه، وإليك عوده، في حالتي الإيجاد والإعدام. وأرى قوله ((منك السلام، وإليك يرجع السلام)) واردا مورد البيان لقوله: ((أنت السلام)) وذلك الموصوف بالسلامة فيما يتعارفه الناس لما كان هو الذي وجد تعترضه آفة ممن يصيبه بضرر، وهذا مما لا يتصور في صفات الله- بين أن وصفه سبحانه بالسلام لا يشبه أوصاف المخلوقين فإنهم بصدد الافتقار، وهو المتعالي عن ذلك، فهو السلام الذي يعطي السلامة ويمنعها، ويبسطها ويقبضها، لا تبدأ إلا منه، ولا تعود إلا إليه.

وأقول: قد حققنا القول في هذه الكلمات الثلاث في التحيات علي ما يقتضيه علم المعإني من الخواص، لكن ما قدرنا المضاف في قوله: ((وإليه يرجع))؛ ليفيد أن مبدأ السلام منه، ومرجعه إليه، فإذا قدر المضاف بأن يقال: إلي رضاه يرجع السلام، يرجع بمعنى القصر إلي أن السلام مقصور علي رضاه لا إلي رضا الغير، فيبعد المتناول، وهذه القرينة الأخيرة أعني: ((وإليك يرجع السلام)) ما وجدناها في الروايات.

الحديث الرابع عن المغيرة: قوله: ((في دبر كل صلاة)) مضى شرحه في الحديث العاشر من الفصل الأول من باب الركوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>