شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد)) متفق عليه.
٩٦٣ - وعن عبد الله بن الزبير، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من صلاته يقول بصوته الأعلي: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو علي كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه له النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون)). رواه مسلم.
٩٦٤ - وعن سعد أنه كان يعلم بنيه هؤلاء الكلمات، ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بهن دبر الصلاة: ((اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وعذاب القبر)). رواه البخاري.
٩٦٥ - وعن أبي هريرة، قال، إن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: قد ذهب أهل الدثور بالدرجات العلي والنعيم المقيم. فقال:((وما ذاك؟)) قالوا:
ــ
الحديث الخامس عن عبد الله بن الزبير: قوله: ((مخلصين)) هو حال عامله محذوف، وهو الدال علي مفعول ((كره))، أي نقول: لا إله إلا الله حال كوننا مخلصين له الدين ولو كره الكافرون قولنا، كقوله تعالي:{وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة} قوله: ((الدين)) مفعول به لـ ((مخلصين))، و ((له)) ظرف له، قدم الاهتمام.
الحديث السادس عن سعد: قوله: ((أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من البخل)) اعلم أن الجود إما بالنفس، وإما بالمال، ويسمى الأول شجاعة ويقابلها الجبن، والثاني سخاوة، ويقابلها البخل، ولا تجتمع الشجاعة والسخاوة إلا في نفس كاملة، ولا ينعدمان إلا من متناه في النقص.
قوله:((من أرذل العمر)) ((نه)): أي آخر في حال الكبر والعجز والخوف، والأرذل من كل شيء الرديء منه. أقول: المطلوب عند المحققين من العمر التفكير في آلاء الله تعالي ونعمائه من خلق الموجودات [فيقيموا] بواجب الشكر بالقلب والجوارح، والخرف الفاقد لهما، فهو كالشيء الردي الذي لا ينتفع به، فينبغي أن يستعاذ منه.