للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠٦٧ - وعن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة، إلا قد استحوذ عليهم الشيطان. فعليك بالجماعة؛ فإنما يأكل الذئب القاصية)). رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي. [١٠٦٧]

١٠٦٨ - وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سمع المنادي فلم يمنعه من إتباعه عذر. قالوا: وما العذر؟ قال: ((خوف أو مرض؛ لم تقبل منه الصلاة التي صلي)). رواه أبو داود، والدارقطني. [١٠٦٨]

ــ

قوله: ((أزكى)) إن ذهب إلي أنه من النمو فيكون المعنى أن الصلاة مع الجماعة أكثر ثواباً، وإن ذهب إلي أنه من الطهارة فيكون المعنى أن المصلي مع الجماعة أمن من رجس الشيطان وتسويله.

الحديث السادس عن أبي الدرداء: قوله ((استحوذ)) ((نه)): أي استولي عليهم، حواهم إليه، وهذه اللفظة أحد ما جاء علي الأصل من غير إعلال خارجة عن أخواتها. وقوله: ((فعليك بالجماعة)) من الخطاب العام الذي لا يختص بسامع دون آخر تفخيماً للأمر، والفاء الأولي مسببه عن قوله: ((قد استحوذ عليهم الشيطان))، والثانية سببية عن المجموع، يعني إذا عرفت هذه الحالة فاعرف مثاله في الشاهد، ويحتمل أن يراد بالصورة الأولي صورة الإمامة الصغرى، وحال انفراد الرجل عنها، واستيلاء الشيطان عليه فاعرف حال الإمامة الكبرى، وقس عليها حال المنفرد، وغلبة الشيطان عليه، كما سبق في باب الاعتصام في قوله: ((يد الله علي الجماعة ومن شذ شذ في النار)) الحديث. والكلام في تشبيه؛ لأن المشبه والمشبه به مذكوران، شبه من فارق الجماعة التي يد الله عليهم أي حفظه وكلاته، ثم هلاكه في أودية الضلال المؤدية إلي النار بسبب تسويل الشيطان بالشاة المنفردة عن القطيع البعيدة عن نظر الراعي، ثم يسلط الذئب عليها، وجعلها فريسة له.

الحديث السابع عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((لم تقبل منه الصلاة ((حس)): اتفقوا علي أنه لا رخصة في ترك الجماعة لأحد، إلا من عذر، لهذا الحديث والحديث الذي سبق، وفيه حذف، أي من سمع نداء المنادي. ولقوله صلى الله عليه وسلم حين جاءه ابن أم مكتوم فقال: يا رسول الله! إني رجل أعمى- الحديث: ((فأجب)). قال عطاء بن رباح ليس لأحد من خلق الله في الحضر والغربة رخصة إذا سمع النداء في أن يدع الصلاة. وقال الحسن إن منعته أمه عن العشاء في الجماعة شفقة لم يطعها. وقال الأوزاعي: لإطاعة للوالد في ترك الجمعة والجماعات، سمع النداء أو لم يسمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>