أولو الأحلام والنهي، ثم الذين يلهونهم)) ثلاثاً ((وإياكم وهيشات الأسواق)). رواه مسلم.
١٠٩٠ - وعن أبي سعيد الخدري، قال: رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه تأخراً، فقال لهم:((تقدموا وأتموا بي، وليأتم بكم من بعدكم، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله)). رواه مسلم.
ــ
الحدي الخامس عن عبد الله بن مسعود: قوله: ((ليلني)) الولي القرب والدنو. ((مح)): هو بكسر اللام وتخفيف النون من غير ياء قبل النون، ويجوز إثبات الياء مع تشديد النون علي التوكيد. ((تو)): ومن حق هذا اللفظ أن تحذف عنه الياء؛ لأنه علي صيغة الأمر، وقد وجدناه بإثبات الياء وسكونها في سائر كتب الحديث، والظاهر أنه غلط. ((نه)): ((الأحلام)) جمع حلم- بالكسر- كأنه من الحلم، وهو الإناءة والتثبت في الأمور، وذلك من شعار العقلاء. و ((النهية)) العقل الناهي عن القبائح، وجمعها نهي.
((قض)): قوله: (ثم الذين يلونهم)) ((تو)): كالمراهقين، ثم كالصبيان المميزين، ثم كالنساء، فإن نوع الذكر أشرف علي الإطلاق. ((مظ)): المعنى ليدن مني العلماء النجباء أولو الأخطار، وذووا السكينة والوقار، أمرهم به ليحفظوا صلاته، ويضبطوا الأحكام والسنن، فيبلغوها من بعدهم، وفي ذلك بعد الإفصاح بجلالة شيءونهم ونباهة أقدارهم، حث لهم علي المسابقة إلي تلك، وفيه إرشاد لمن قصر عن المساهمة معهم في المنزلة إلي تحرى ما يزاحمهم فيها. ((مظ)): قدموا ليحفظوا صلاته إن سها فيجبرها، أو يجعل أحدهم خليفة له إن احتاج إليها.
قوله:((وهيشات الأسواق)) ((حس)): هي ما يكون من الجلبة وارتفاع الأصوات. وقيل: هي الاختلاط، أي لا تختلطوا اختلاط أهل السوق، فلا يتميز الذكور من الإناث، ولا الصبيان من البالغين. ويجوز أن يكون المعنى اتقوا أنفسكم من الاشتغال بأمور الأسواق؛ فإنه يمنعكم عن أن تلوني.
الحديث السادس عن أبي سعدي: قوله: ((وليأتم بكم من بعدكم)) يحتمل أن يراد به الاقتداء في الصلاة. وقوله:((رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه تأخراً)) يحتمل أن يراد به التأخر في صفوف الصلاة، والتأخر عن أخذ العلم، فعلي الأول المعنى هو ليقف العلماء والألباء من دونهم في الصف الثاني يقتدون بالصف الأول ظاهراً لا حكماً، وعلي الثاني المعنى ليتعلم كلكم مني العلم وأحكام الشريعة، وليتعلم التابعون منكم، وكذلك من يلونهم قرناً بعد قرن إلي انقضاء الدنيا. هذا تلخيص كلام المظهر.