للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصل الثاني

١٠٩٣ - عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رصوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق؛ فوالذي نفسي بيده، إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحذف)). رواه أبو داود. [١٠٩٣]

١٠٩٤ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتموا الصف المقدم، ثم الذي يليه، فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر)). رواه أبو داود. [١٠٩٤]

ــ

الحديث الثامن عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((خير صفوف الرجال)) الخير والشر في صفي الرجال والنساء للتفضيل، أحدهما شركة الآخر فيه، فيناقض، ونسبة الشر إلي الصف الأخير- وصفوف الصلاة كلها خير- إشارة إلي أن تأخير الرجل عن مقام القرب مع تمكنه منه هضم لحقه، وتسفيه لرأيه، فلا يبعد أن يسمى شراً. قال أبو الطيب:

ولم أر من عيوب الناس شيئاً كنقص القادرين علي التمام

((مظ)): يعني الرجال مأمورون بالتقدم، فمن هو أكثر تقدماً فهو أشد تعظيماً لأمر الشرع، فيحصل له من الفضيلة ما لا يحصل لغيره. وأما النساء فمأمورات بالحجاب، فمن هي أقرب إلي صف الرجال تكون أكثر تركاً للحجاب، فهي لذلك شر من اللائي تكن في الصف الأخير.

الفصل الثاني

الحديث الأول عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((قاربوا بينها)) ((قض)): أي قاربوا بين الصفوف بحيث لا تسع بينها صفاً آخر، حتى لا يقدر الشيطان أن يمر بين أيديكم، فيصير تقارب أشباحكم سببا لتعاضد أرواحكم. ((وحاذوا بالأعناق)) بأن لا يقف أحدكم مكاناً أرفع من مكان الآخر، ولا عبرة بالأعناق أنفسها؛ إذ ليس للطويل أن ينحس عنقه ليحاذي عنق القصير.

قوله: ((الحذف)) بالحاء المهملة والذال المعجمة. ((نه)): هي الغنم الصغار الحجازية، واحدتها حذفه- بالتحريم-. وقيل: هي صغار جرد ليس لها آذان ولا أذقان، يجاء بها من جرش اليمن. ((فا)): كأنها سميت حذفاً لأنها محذوفة عن المقدار الطويل. ((مظ)): الضمير في ((كأنها)) راجع إلي مقدر، أي جعل نفسه شاة أو ماعزة كأنها الحذف. وأقول: الضمير إذا وقع بين شيئين أحدهما عبارة عن الآخر فيعتبر التذكير والتإنيث باعتبار أحد المذكورين، وإن اختلف لفظاهما

<<  <  ج: ص:  >  >>