للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حين عمل ووضع، فاستقبل القبلة وكبر وقام الناس خلفه، فقرأ وركع، وركع الناس خلفه، ثم رفع رأسه، ثم رجع القهقري، فسجد علي الأرض، ثم عاد إلي المنبر، ثم قرأ، ثم ركع، ثم رفع رأسه، ثم رجع القهقري، حتى سجد بالأرض. هذا لفظ البخاري، وفي التفق عليه نحوه، وقال في آخره: فلما فرغ أقبل علي الناس، فقال: ((أيها الناس! إنما صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي)).

١١١٤ - وعن عائشة، قالت: صلي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرته والناس يأتمون به من وراء الحجرة. رواه أبو داود. [١١١٤]

ــ

بهذا الوجه. ((مظ)): هذا المنبر كان ثلاث درجات متقاربة، فالنزول عنه يتيسر بخطوة أو خطوتين، ولا يبطل الصلاة. وفيه دلالة علي أن الأمام إذا أراد تعليم القوم الصلاة جاز أن يكون موضعه أعلي من موضع المأمومين. أقول: قوله: ((عمل فلان)) إلي آخره، زيادة في الجواب، كأنه قال: سؤالك هذا لا يهمك، بل المهم أن تعرف هذه المسألة الغريبة، وهي نافعة لك، وإنما أدخل حكاية الصانع في البين لينبه علي أنه عارف بتلك المسألة وما يتصل بها من الأحوال والفوائد، وهو من الأسلوب الحكيم. وهذا الحديث إنما ذكره المؤلف في الفصل الثاني- وهو من الفصل الأول؛ لأنه متفق عليه- تأسياً بالمصابيح، لأنه مذكور في الحسان، لكنه نبه بقوله: هذا لفظ البخاري- وفي المتفق عليه نحوه إلي آخره- علي أنه من الفصل الأول.

الحديث الرابع عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((في حجرته)) قالوا: هي المكان الذي اتخذه صلى الله عليه وسلم من حصير حين أراد الاعتكاف، ويؤيده الحديث الصحيح: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة في المسجد من حصير صلى الله عليه وسلم فيها ليالي)) وقيل: هي حجرة عائشة رضي الله عنها، وليس بذلك؛ إذ لو كانت لقالت: في حجرتي. ولأن صلاته صلى الله عليه وسلم في حجرتها مع اقتداء الناس به في المسجد لا تصح إلا بشرائط، وهي مفقودة؛ ولأنه ثبت أن بابها كان حذاء القبلة، فإذا لا يتصور اقتداء من كان في المسجد به صلى الله عليه وسلم؛ ولأنه لو كان كذلك لم يتكلف صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه أن يتهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>