للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: جئتكم والله من عند النبي حقاً، فقال: صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلاة كذا في حين كذا. فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآناً)). فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآناً مني، لما كنت أتلقى من الركبان، فقدموني بين أيديهم، وأن ابن ست أو سبع سنين، وكانت علي بردة كنت إذا سجدت تقلصت عني. فقالت امرأة من الحي: ألا تغطون عنا است قارئكم؟! فاشتروا، فقطعوا لي قميصاً. فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص. رواه البخاري.

١١٢٧ - وعن ابن عمر، قال: لما قدم المهاجرون الأولون المدينة، كان يؤمهم سالم مولي أبي حذيفة، وفيهم عمر، وأبو سلمة بن عبد الأسد. رواه البخاري.

ــ

قوله: ((ما للناس)) سؤالهم هذا يدل علي حدوث أمر غريب، ولذلك كرروه، ((وما هذا الرجل)) يدل علي سماعهم منه نبأ عجيباً. فيكون السؤال عن وصفه، ولذلك وصفوه بالنبوة والرسالة في الجواب. وقوله: ((كذا)) كناية عما أوحي إليه من القرآن، هذا هو المعنى بقوله: ((لما كنت أتلقى من الركبان)).

قوله: ((يغري في صدري)) ((نه)): أي يلتصق به، يقال: غري هذا الحديث في صدري- بالكسر- ((يغري)) - بالفتح- كأنه ألصق بالغراء، والغراء- بالمد والقصر- ما تلصق به الأشياء، ويتخذ من أطراف الجلود والسمك.

قوله: ((تلوم بإسلامهم)) ((نه)): أي ينتظر، أراد تتلوم، فحذف إحدى التائين تخفيفاً، وهو كثير في كلامهم. وفي ((المغرب)): التلوم من الانتظار، ومنه أصبحوا مفطرين متلومين. أي منتظرين.

قوله: ((الفتح)) ((غب)): الفتح إزالة الإغلاق والإشكال، و ((الفتح)): النصرة والظفرة والحكم، و ((الفاء)) في قوله: ((فيقولون)) للتعقيب عقب التفسير المفسر، فإن ((يقولون)) بيان لـ ((تلوم)).

قوله: ((وبدر أبي)) هو من باب المغالبة بدليل قوله: ((بادر كل قوم بإسلامهم)) أي بادر القوم أبي فبدرهم، أي غلبهم في البدار. و ((حقاً)) حال من ضمير العائد إلي الموصول، أعني الألف واللام في ((النبي)) علي تأويل الذي نبأ حقاً. قوله: ((تقلصت عني)) ((نه)): يقال: قلصت الدرع وتقلصت، واجتمعت وانضمت.

الحديث الثاني عن ابن عمر: قوله: ((يؤمهم سالم)) فيه إشارة إلي أن سالماً مع كونه مفضولاً كان أقرأهما، وهو مولي أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة، كان من أهل فارس، وكان من فضلاء

<<  <  ج: ص:  >  >>