١١٣٠ - وعن أبي قتادة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي، مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه)) رواه البخاري.
١١٣١ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا صلي أحدكم للناس فليخفف، فإن فيهم السقيم والضعيف والكبير. وإذا صلي أحدكم لنفسه فليطول ما شاء)) متفق عليه.
١١٣٢ - وعن قيس بن أبي حازم، قال: أخبرني أبو مسعود أن رجلاً قال: والله يا رسول الله! إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضباً منه يومئذ، ثم قال:((إن منكم منفرين؛ فأيكم ما صلي بالناس فليتجوز؛ فإن فيهم الضعيف، والكبير، وذا الحاجة)) متفق عليه.
١١٣٣ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يصلون لكم. فإن أصابوا فلكم، وإن أخطئوا فلكم وعليهم)) رواه البخاري.
وهذا الباب خال عن: الفصل الثاني
ــ
أفعاله علي ما سبق. وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآتي بعد. ((فأتجوز)) أي فأخفف كأنه يجاوز عما كان يقصده ويفعله لولا بكاء الصبي.
الحديث الثاني، والثالث، والرابع عن قيس: قوله: ((من أجل)) من ابتدائية متعلقة بـ ((تأخر))، والثانية مع ((ما)) في حيزها بدل منها. ومعنى تأخره عن الصلاة أنه لا يصليها مع الإمام.
قوله:((أشد غضباً منه يومئذ)) أي كان صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم أشد غضباً منه في الأيام الأخر. وفي وعيد علي من يسعى في تخلف الغير عن الجماعة.
قوله:((فأيكم ما صلي)) ((ما)) صلة مؤكدة لمعنى الإبهام في ((أي)) ((وصلي)) فعل شرط، و ((فليتجوز)) جوابه، كقوله تعالي:{أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} أرشد الأئمة أياماً كانوا إلي تجوز الصلاة، لئلا تنفر الناس عن الجماعة.
الحديث الخامس عن أبي هريرة: قوله: ((يصلون لكم)) ((قض)): الضمير الغائب للأئمة، وهم وإن كانوا يصلون لله تعالي لكنهم من حيث أنهم ضمناء لصلاة المأمومين، فكأنهم يصلون لهم، ((فإن أصابوا)) أي أتوا بجميع ما كان عليهم من الأركان والشرائط، فقد حصلت الصلاة