١١٣٤ - وعن عثمان بن أبي العاص، قال: آخر ما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أممت قوماً فاخف بهم الصلاة)) رواه مسلم.
وفي رواية له: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له:((أم قومك)). قال: قلت: يا رسول الله! إني أجد في نفسي شيئاً. قال:((ادنه))، فأجلسني بين يديه، ثم وضع كفه في صدري بين ثديي، ثم قال:((تحول))، فوضعها في ظهري بين كتفي، ثم قال:((أم قومك، فمن أم قوماً فليخفف، فإن فيهم الكبير، وإن فيهم المريض، وإن فيهم الضعيف، وإن فيهم ذا الحاجة، فإذا صلي أحدكم وحده فليصل كيف شاء)).
١١٣٥ - وعن ابن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف، ويؤمنا بـ (الصافات). رواه النسائي. [١١٣٥]
ــ
لكم ولهم تامة كاملة، وإن أخطئوا بأن أخلوا ببعض ذلك عمداً أو سهواً فتصح الصلاة لكم، والتبعة من الوبال، والنقصان عليهم. هذا إذا لم يعلم المأموم بحاله فيما أخطأه، وإن علم فعليه الوبال والإعادة. ((حسن)): فيه دليل علي أنه إذا صلي الإمام بقوم وكان جنباً أو محدثاً فعليه الإعادة، وصلاة القوم الصحيحة، سواء كان الإمام عالماً بحدثه متعمداً للإمامة، أو كان جاهلاً. ((مظ)): قيل: ((فإن أصابوا فلكم)) ولم يقل: ((فلهم ولكم)) دلالة علي أن ثواب إصابتهم إذا تجاوز إلي غيرهم منهم، فبالطريق الأولي أن يثبت لهم.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن عثمان: قوله: ((أجد في نفسي شيئاً)) أي أرى في نفسي ما لا أستطيع علي شرائط الإمامة وإيفاء حقها، لما في صدري من الوسواس، وقلة تحملي القرآن والفقه، فيكون وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده علي صدره وظهره، لإزالة ما يمنعه منها وإثبات ما يفوته علي احتمال ما يصلحه لها من القرآن والفقه، والله أعلم. ((مح)): ويحتمل أنه أراد الخوف من حصول شيء من الكبر والإعجاب له مقدماً علي الناس، فأهبه الله ببركة كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعائه. و ((ثديي)) و ((كتفي)) بتشديد الياء علي التثنية، وفيه إطلاق الثدي علي حلمة الرجل. وهذا هو الصحيح.
الحديث الثاني عن ابن عمر: قوله: ((يأمرنا بالتخفيف ويؤمنا بالصافات)) فإن قلت: بين