للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١٨٩ - وعنها، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلي ركعتي الفجر، فإن كنت مستيقظة حدثني؛ وإلا اضطجع. رواه مسلم.

١١٩٠ - وعنها، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلي ركعتي الفجر اضطجع علي شقه الأيمن. متفق عليه.

ــ

قوله: ((فيسجد السجدة من ذلك)). ((قض)): فيه دليل، علي أنه يجوز أن يتقرب إلي الله تعالي بسجدة فردة لغير التلاوة والشكر. وقد اختلفت الآراء في جوازها. أقول: ((الفاء)) في ((فيسجد)) للتعقيب داعية إلي هذا فيقف عليه. بأن ((من ذلك)) لا يساعد عليه. اللهم إلا أن يقال: إن ((من)) ابتدائية متصلة بالفعل، أي فيسجد السجدة من جهة ما صدر منه ذلك المذكور فيكون حينئذ سجدة شكر. ((مظ)): ((من)) للتبعيض والمشار إليه بـ ((ذلك)) السجدات التي تضمنتها الركعات فيقف عليه بأن ((من)) التبعيضية حينئذ بدل. فالتقدير: فيسجد بعض ذلك، وليس بقوى وفاء التعقيب تنبو عنه. والظاهر أن الفاء في ((فيسجد)) لتفصيل المجمل والتاء في السجدة ليست للوحدة، وهي كما في قوله: سورة السجدة، والتعريف للجنس، يعني فيسجد سجدات تلك الركعات طويلة قدر ما يقرأ فيها خمسين آية، ويعضده حديث ابن عباس: ((أطال فيها القيام والقعود والسجود)) لأن قوله تعالي: {قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه} يستدعي طول الزمان، وطول الزمان يستدعي طول الصلاة. ولأن اضطجاعه بعد كان استراحة من مكابدة الليل، ومجاهدة التهجد.

قوله: ((فإذا سكت)) ((قض)): أي من أذانها وتبين له الفجر. هذا يدل علي أن التبين لم يكن بالأذان، وإلا لما كان لقولها: ((وتبين له الفجر)) فائدة بعد قولها: ((وسكت المؤذن)). ((نه)): ((سكب)) بالباء المنقوطة من تحت من السكب. أورده في السين مع الكاف والباء. قال: أستعير السكب للإفاضة في الكلام، كما يقال أفرغ في أذني حديثاً، أي ألقى وصب كذا في الفائق. وأقول فعلي هذا لا يتقدم الأذان علي الفجر ((ومن)) كما في قوله تعالي: {فإذا أفضتم من عرفات} ابتدائية، وليست بصلة كما في قولك: سكب من الكلام.

الحديث الثاني عن عائشة: قوله: ((فإن كنت مستيقظة)) الشرط مع الجزاء جواب للشرط الأول. ويجوز أن يكون جزاء (الشرط الأول محذوفاً)، ((والفاء)) تفصيلية، المعنى: إذا صلاهما أتإني، فإن كنت مستيقظة حدثني، وإن لم أكن مستيقظة اضطجع. والركعتان هما قبل الفرض، ويدل عليه الحديث السابق واللاحق.

<<  <  ج: ص:  >  >>