للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١٩٧ - وعن زيد بن خالد الجهني، أنه قال: لأرمقن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة، فصلي ركعتين خفيفتين، ثم صلي ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين، ثم صلي ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلي ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلي ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، [ثم صلي ركعتين وهما دون اللتين قبلهما]، ثم أوتر، فذلك ثلاث عشرة ركعة. رواه مسلم.

ــ

إذا قرئ بالنصب من قوله ((ثلاث مرات)) في قوله تعالي: {ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم} الآية، سميت تلك الأوقات- وهي قبل صلاة الفجر، ووقت الظهيرة، وبعد صلاة العشاء- عورات؛ لأن الناس يختل تسترهم وتحفظهم فيها، والعورة: الخلل.

((قض)): قوله: ((ثم أوتر بثلاث)) يدل علي أن الركعات الست كانت من تهجده، وأن الوتر ثلاث. وإليه ذهب أبو حنيفة رضي الله عنه، وقال: الوتر ثلاث ركعات موصولة، لا أزيد ولا أنقص. وذكر الشيخ محيي الدين في الروضة: الصحيح المنصوص في الأم، والمختصر: أن الوتر يسمى تهجداً. وقيل: الوتر غير التهجد. وفيه أن السواك كلما قام من النوم مستحب.

((مظ)): فإن قيل: لم توضأ في هذه الرواية بعد ما استيقظ، ولم يتوضأ في الرواية المتقدمة، مع أنه نام فهيما حتى نفخ؟ قلنا: إنما توضأ حيث توضأ لتجديد الوضوء، لا أن وضوءه بطل. أقول: ويجوز أن يقال: إن قلبه صلى الله عليه وسلم كما أحس ببقاء الطهارة في الرواية الأولي، كذلك أحس في الثانية بحدوث الحدث.

الحديث العاشر عن زيد بن خالد: قوله: ((لأرمقن)) ((نه)): الرمق: النظر إلي الشيء شزراً نظر العداوة. أقول: فاستعير ههنا لمطلق النظر، كما استعير ((المرسن)) وهو أنف فيه رسن لمطلق الأنف، عدل من الماضي إلي المضارع استحضاراً لتلك الحالة الماضية، لتقررها في ذهن السامع أبلغ تقرير. ويشهد بذلك عنايته بالمؤكدات المتعددة، ذكر طويلتين ثلاث مرات إرادة لغاية الطول وانتهائه، ولا طول بعد ذلك عرفاً. ثم ينزل شيئاً فشيئاً.

قال المؤلف: قول الراوي: ((ثم صلي ركعتين، وهما دون اللتين قبلهما أربع مرات)) هكذا في صحيح مسلم، وكذا في إفراد الحميدي لمسلم، وفي موطأ مالك، وسنن أبي داود، وجامع الأصول. فعلي هذا لا تدخل الركعتان الخفيفتان تحت ما أجمله بقوله: ((فذلك ثلاث عشرة ركعة)) ويكون الوتر ركعة واحدة. ولعل ناسخ المصابيح لما رأي المجمل، جعل الخفيفتين من جملة المفصل، فكتب قوله: ((ثم صلي ركعتين، وهما دون اللتين قبلهما ثلاث مرات)) ومن ذهب

<<  <  ج: ص:  >  >>