للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصل الثاني

١٢١٤ - عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من الليل قال: ((لا إله إلا أنت، سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، اللهم زدني علماً، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب)) رواه أبو داود. [١٢١٤]

١٢١٥ - وعن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يبيت علي ذكر طاهراً فيتعار من الليل، فيسأل الله خيراً إلا أعطاه الله إياه)) رواه أحمد، وأبو داود. [١٢١٥]

ــ

الفصل الثاني

الحديث الأول عن عائشة: قوله: ((اللهم زدني علما)) أي يا ربي إني لا أعلم شيئاً إلا بتعليمك، وإن افتقاري إلي جنابك الأقدس لا يزول، فكما علمتني ما لم أكن أعلم، فلا تقع هذه النعمة عني في كل ما أنا فهي من الأقوال والأفعال، أو أدبتني في باب العلم أدباً جميلاً لتنزيل القرآن حصة بعد حصة، تهذيباً لي، كما قالت عائشة رضي الله عنها: ((كان خلقه القرآن)) فزدني تأديباً إلي تأديب.

قوله: ((ولا تزغ قلبي)) أي لا تبلني ببلاء يزيغ فهي قلبي بعد إذ هديتني، وأرشدني لدينك، ولا تمنعني بعد أن لطفت بي، وهب لي من عندك نعمة بالتوفيق؛ فإن مثل تلك المواهب لا تصدر إلا عن الواهب المطلق المبالغ فيه.

الحديث الثاني عن معاذ بن جبل: قوله: ((فيتعار)) صح ههنا بصيغة المضارع. ((تو)): تعار يتعار يستعمل في انتباه مع صوت، واستعماله في هذا الموضع دون الهبوب والاستيقاظ وما في معناه، زيادة معنى، أراد أن يخبر بأن من هب من نومه ذاكراً الله تعالي مع الهبوب، فيسأل الله خيراً فأعطاه، وأوجز وقال: ((فيتعار)) ليجمع بين المعنيين وإنما يوجه ذلك عند من تعوذ الذكر، فاستأنس به وغلب عليه، حتى صار الذكر حديث نفسه في نومه ويقظته، فصرح صلى الله عليه وسلم باللفظ وعرض بالمعنى، فأتى من جوامع الكلم التي أوتيها ولله در قائله:

<<  <  ج: ص:  >  >>