للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلي صراط مستقيم. رواه مسلم.

١٢١٣ - وعن عبادة بن الصامت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو علي كل شيء قدير، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: رب اغفر لي) أو قال: ((ثم دعا؛ استجيب له، فإن توضأ وصلي قبلت صلاته)). رواه البخاري.

ــ

((اللهم)) ولذلك خالف سائر الأسماء، ودخل في حيز ما لا يوصف، نحو ((حيهل)) فإنهما صارا بمنزلة صوت مضموم إلي اسم، فلم يوصف. ((وفاطر السماوات والأرض)) أي مبدعهما ومخترعهما، و ((الغيب)) ما غاب عنك، و ((الشاهد)) ما حضر لديك.

وقوله: ((لما اختلف فيه)) ((اللام)) بمعنى ((إلي)) يقال: هداه إلي كذا، ولكذا و ((ما)) موصولة، والذي اختلف فيه عند مجيء الأنبياء، وهو الطريق المستقيم الذي دعوا إليه، فاختلفوا فيه. قال الله تعالي: {فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه} الآية، كأنه قيل: اهدني إلي الصراط المستقيم. وطلب الهداية- وهو فيها طلب للثبات عليها، أو الزيادة علي ما منح من الألطاف، أو حصول المطالب المترتبة عليها. فإذا قال العارف الواصل به عنى أرشدنا طريق السير فيك، لتمحو عنا ظلمات أحوالنا، فنستضيء بنور قدسك. ونراك بنورك. ومعنى ((الإذن)) التيسير والتسهيل علي سبيل التمثيل؛ فإن الملك المحتجب إذا رفع الحجاب كان إذناً منه بالدخول.

الحديث الثالث عن عبادة بن الصامت: قوله: ((من تعار)) ((نه)): أي استيقظ، ولا يكون إلا يقظة مع كلام. الجوهري: تعار من الليل: إذا هب من نومه. ولعله مأخوذ من عرار الظليم، وهو صوته.

قوله: ((فإن توضأ)) يجوز أن يعطف علي قوله: ((دعا)) أو علي قوله: ((قال: لا إله إلا الله)) والأول أظهر. والمعنى من استيقظ من النوم، فقال كيت وكيت، ثم إن دعا استجيب له، فإن صلي قبلت صلاته. ترك ذكر الثواب؛ ليدل علي ما لا يدخل تحت الوصف، كما في قوله تعالي: {تتجافي جنوبهم عن المضاجع- إلي قوله- فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين}.

<<  <  ج: ص:  >  >>