للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلي انحلت عقدة، فأصبح نشيط طيب النفس؛ وإلا أصبح خبيث النفس، كسلان)) متفق عليه.

١٢٢٠ - وعن المغيرة، قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه. فقيل له: لم تصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ((أفلا أكون عبداً شكورا)) متفق عليه.

ــ

عليه. و ((عليك)) إما خبر لقوله: ((ليل)) أي ليل طويل باق عليك، أو إغراء أي عليك بالنوم، أمامك ليل طويل، فالكلام جملتان، والثانية مستأنفة، كالتعليل للأولي. ونظيره ما روى أبو علي: أن أعرابياً نظر إلي جمل نضو، قال: كذب عليك القت والنوى أي أن القت والنوى ذكرا أنك لا تسمن بهما. وفي الفائق: ((كذب عليك الحج)) أي اترك ما سولت إليك نفسك من التوإني في الحج، ثم استأنف وقال: ((عليك الحج)) أي اقصده.

قوله: ((فأصبح نشيطاً، طيب النفس)) مثلت حالة من لم يتكاسل- ولم ينم عن وظائفه التي تسرع به إلي مقام الزلفي، وتنشطه لاكتساب السعادة العظمى، فكلما همت النفس اللوامة بالسلوك، تداركها التوفيق بالخلاص من نفث الشيطان في عقد النفس الأمارة بالسوء، فتصبح مطمئنة، نشيطة القلب، طيبة النفس، ظاهراً في سيمائها أثر السجود- بحالة من أسره العدو، وشد علي قفاه بربقة الأسر عقدة بعد عقدة استيثاقاً، وهو يتحرى الخلاص منه بلطائف حيله مرة بعد أخرى، حتى يتخلص منه بالكلية، ويذهب لسبيله بلا مانع ولا منازع، بخلاف من أطاع الشيطان حتى يتمكن من النفس الأمارة يضرب العقد علي قافية رأسه، فهل يستويان؟ {أفمن يمشي مكباً علي وجهه أهدى أم من يمشي سوياً علي صراط مستقيم}.

((قض)): التقييد بالثلاث إما للتأكيد، أو لأن الذي ينحل به عقدته ثلاثة أشياء: الذكر، والوضوء، والصلاة. فكأن الشيطان منعه عن كل واحد منهما بعد عقدها علي قافيته. ولعل تخصيص القفا لأنه محل الواهمة ومجال تصرفها. وهي أطوع القوى للشيطان وأسرعها إجابة إلي دعوته.

الحديث الثاني عن المغيرة: قوله: ((أفلا أكون عبداً شكوراً)) الفاء في قوله: ((أفلا أكون)) مسبب عن محذوف، أي أترك قيامي وتهجدي لما غفر لي، فلا أكون عبداً شكوراً، يعني غفران الله إياي سبب لأن أقوم وأتهجد شكراً له، فكيف أتركه؟ كأن المعنى: كيف لا أشكره وقد أنعم علي، وخصني بخيري الدارين فإن الشكور من أبنية المبالغة، يستدعي نعمة خطيرة. وتخصيص

<<  <  ج: ص:  >  >>