١٢٢٧ - عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة لكم إلي ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم)) رواه الترمذي. [١٢٢٧]
١٢٢٨ - وعن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة يضحك الله إليهم: الرجل إذا قام بالليل يصلي، والقوم إذا صفوا في الصلاة، والقوم إذا صفوا في قتال العدو)) رواه في ((شرح السنة)). [١٢٢٨]
ــ
الفصل الثاني
الحديث الأول عن أبي أمامة: قوله: ((دأب الصالحين)) ((نه)): الدأب العادة والشأن. وقد يحرك، وأصله من دأب في العمل إذا جد وتعب، ثم حولت إلي العادة والشأن. قوله:((قبلكم)) أي هي عادة قديمة، واظب عليها الأنبياء والأولياء السابقون.
قوله:((وهو قربة لكم)) لم يقل قربتكم؛ ليدل التنكير علي قربة لها شأن، وأتى بالجملة ولم يعطف ((قربة)) علي ((دأب الصالحين))؛ ليدل باستقلالها علي مزيد تقرب.
قوله:((ومكفرة، ومنهاة)) بفتح الميم وسكون ما بعده فيهما. ((قض)): أي حالة من شأنها أن تنهي عن الإثم، أو هي مكان مختص بذلك، وهي مفعلة من النهي، والميم الزائدة، ونحوهما مطهرة ومرضاة ومبخلة ومجبنة. ((قض)): المعنى: أن قيام الليل قربة تقربكم إلي ربكم، وخصلة تكفر سيئاتكم، وتنهاكم عن المحرمات، كما قال تعالي:{إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر}.
الحديث الثاني عن أبي سعيد: قوله: ((يضحك الله إليهم)) الضحك من الله سبحانه وتعالي محمول علي غاية الرضا والرأفة. وفي ((إلي)) معنى الدنو والقرب، كأنه قيل: إن الله تعالي يرضي عنهم، ويدنو إليهم برأفته ورحمته، وإليه ينظر قوله في الحدث السابق:((وهو قربة لكم إلي ربكم)) ويجوز أن يضمن الضحك معنى النظر، ويعدى تعديته بإلي، فالمعنى أنه تعالي ينظر إليهم ضاحكاً، أي راضياً عنهم متعطفاً عليهم؛ لأن الملك إذا نظر إلي بعض رعيته بعين الرضا، لا يدع من إنعام وإكرام إلا فعل في حقه. وفي عكسه قوله تعالي: {ولا يكلمهم الله