١٢٣٣ - وروى الترمذي عن علي نحوه، وفي روايته:((لمن أطاب الكلام)).
الفصل الثالث
١٢٣٤ - عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عبد الله! لا تكن مثل فلان، كان يقوم من الليل فترك قيام الليل)) متفق عليه.
١٢٣٥ - وعن عثمان بن أبي العاص، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كان لداود عليه السلام من الليل ساعة يوقظ فيها أهله يقول: يا آل داود! قوموا فصلوا،
ــ
((أولئك يجزون الغرفة)) بعد قوله: {وعباد الرحمن الذين يمشون علي الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما}. وفيه تلويح إلي أن لين الكلام من صفات عباد الله الصالحين الين خضعوا لبارئهم، وعاملوا الخلق بالرفق في الفعل والقول. ولذلك جعلت جزاء من أطعم الطعام، كما في قوله تعالي:{والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا}. فدل علي أن الجواد من شأنه أن يتوخى القصد في الإطعام والبذل، ليكون من عباد الرحمن، وإلا كان من إخوان الشيطان، وكذا جعلت جزاء من صلي بالليل، كما في قوله تعالي:{والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً}، فأومأ به إلي أن المتهجد ينبغي أن يتحرى في القيام الإخلاص ويجتنب الرياء؛ لأن البيتوتة للرب لم تشرع إلا لإخلاص العمل لله. ولم يذكر الصيام في التنزيل استغناء بقوله:{بما صبروا}؛ لأن الصيام صبر كله، وفي تأخيره بالذكر بعد ذكر الجزاء إرادة إلي قوله صلى الله عليه وسلم:((الصوم لي وأنا أجزى به)) تبليغاً لقول الله تعالي.
الفصل الثالث
الحديث الأول والثاني عن عثمان رضي الله عنه: قوله: ((أو عشار)) يقال: عشرت ماله، أعشره عشراً، فأنا عاشر، وعشرته، فأنا معشر، وعشار، إذا أخذت عشره. استثنى من جميع خلق الله تعالي الساحر والعشار تشديداً عليهم وتغليظاً، وإنهم كالآيسين من رحمة الله تعالي التي عمت الخلائق كلها، وتنبيهاً علي استجابة دعاء الخلق كائناً من كان سواهما.