١٢٤٢ - وعن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحب الأعمال إلي الله أدومها وإن قل)) متفق عليه.
١٢٤٣ - وعنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خذوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا)) متفق عليه.
ــ
حكاية الصوم، ويشهد له حديث ((ثلاثة رهط)) علي ما روى أنس قال أحدهم: ((أما أنا فأصلي الليل أبداً، وقال آخر: أصوم الدهر ولا أفطر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أصلي، وأنام، وأصوم وأفطر أو كما قال، ثم قال: فمن رغب عن سنتي فليس مني)).
الحديث الثاني عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((أدومها وإن قل)) ((مظ)): بهذا الحديث ينكر أهل التصوف ترك الأوراد كما ينكرون ترك الفرائض. الحديث الثالث عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((لا يمل)) ((قض)): الملاك فتور يعرض للنفس من كثرة مزاولة شيء، فيوجب الكلال في الفعل والإعراض عنه. وأمثال ذلك علي الحقيقة إنما يصدق في حق من يعتريه التغير والانكسار، فأما من تنزه عن ذلك فيستحيل تصور هذا المعنى في حقه، فإذا أسند إليه، أول بما هو منتهاه وغاية معناه، كإسناد الرحمة، والغضب، والحاء، والضحك إلي الله تعالي، فالمعنى- والله أعلم- اعملوا حسب وسعكم وطاقتكم؛ فإن الله تعالي لا يعرض عنكم إعراض الملول، ولا ينقص ثواب أعمالكم ما بقى لكم نشاط وأريحية. فإذا فترتم فاقعدوا؛ فإنكم إذا مللتم عن العبادة وأتيتم بها علي كلال وفتور، كانت معاملة الله معكم حينئذ معاملة الملول عنكم.
((تو)): إسناد الملا إلي الله تعالي علي طريقة الازدواج والمشاكلة، والعرب تذكر أحد اللفظين موافقة للأخرى, وإن خالفها معنى، قال الله تعالي:{وجزاء سيئة سيئة مثلها}. قال الشاعر:
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
ومن المستعد أن يفتخر ذو عقل بجهل. وإنما أراد فنجازيه بجهله. ونعاقبه علي سوء صنيعه. ووجه آخر: وهو أن الله لا يمل أبداً وإن مللتم، وذلك نظير قولهم: فلان لا ينقطع حتى ينقطع خصمه، أي لا ينقطع بعد انقطاع خصمه، بل يكون علي ما كان عليه قبل ذلك. قال بعضهم في تفسير قوله تعالي:{إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً}: هذا غير مفتقر إلي