للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢٤٤ - وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليصل أحدكم نشاطه، وإذا فتر فليقعد)) متفق عليه.

١٢٤٥ - وعن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم؛ فإن أحدكم إذا صلي وهو ناعس لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه)) متفق عليه.

١٢٤٦ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الدين يسر ولن يشاد

ــ

التأويل؛ لأن الحياء مسلوب عنه تعالي، فهو كقولك: إنه تعالي ليس بجسم ولا عرض. أقول: وفيه نظر، حققناه في فتوح الغيب.

الحديث الرابع عن أنس: قوله: ((نشاطه)) ((شف)): جاز أن يكون ((نشاطه)) بمعنى الوقت، وأن يراد به الصلاة التي نشط لها. ((مظ)): يعني ليصل الرجل عن كمال الإرادة والذوق، فإنه في مناجاة ربه، فلا تجوز المناجاة عند الملال.

وأقول: يجوز أن يكون نصبه علي المصدر من حيث المعنى؛ لأن المأمورين هم ((المؤمنون)) ((الذين هم في صلاتهم خاشعون)). فلا تصدر منهم الصلاة إلا عن وفور نشاط وأريحية، يعني انشطوا في صلاتكم النشاط الذي يعرف منكم ويليق بحالكم وبمناجاة ربكم، فإذا عرض لكم الفتور أحياناً فاقعدوا.

الحديث الخامس عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((لا يدري)) مفعوله محذوف، أي لا يدري ما يفعل، وما بعده مستأنف بيان. والفاء في ((فيسب)) للسببية، كاللام في قوله تعالي: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزنا}. قال المالكي: يجوز في ((فيسب)) الرفع باعتبار عطف الفعل علي الفعل، والنصب باعتبار عل ((فيسب)) جواباً لـ ((لعل)) فإنها مثل ليت في اقتضائها جواباً منصوباً. ونظيره قوله تعالي: {لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى} نصبه عاصم، ورفعه الباقون. انتهي كلامه.

أقول: النصب أولي؛ لما مر، ولأن المعنى: لعله يطلب من الله تعالي الغفران لذنبه ليصير مزكى مطهراً، فيتكلم بما يجلب الذنب فيزيد العصيان علي العصيان، وكأنه قد سب نفسه.

الحديث السادس عن أبي هريرة: قوله: ((إن الدين يسر)) الشارحون: المعنى أن دين الله

<<  <  ج: ص:  >  >>