١٢٥٥ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الوتر ركعة من آخر الليل)) رواه مسلم.
١٢٥٦ - وعن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، يوتر من ذلك بخمس، لا يجلس في شيء إلا في آخرها. متفق عليه.
١٢٥٧ - وعن سعد بن هشام، قال: انطلقت إلي عائشة، فقلت: يا أم المؤمنين! أنبئيني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قلت: بلي. قالت: فإن خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن. قلت: يا أم المؤمنين! أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ــ
الوتر، وهو أن يصلي مثنى مثنى، ثم يصلي في آخرها ركعة مفردة، ويضيفها إلي ما قبلها من الركعات، فعلي هذا في تركيب هذا الحديث إسناد مجازي حيث أسند الفعل إلي الركعة، وجعل الضمير في ((له)) للمصلي، وكان الظاهر أن يقال: يوتر المصلي بها ما قد صلي. وفي قوله:((يوتر له)) إشارة إلي أن جميع ما صلي وتر.
((مظ)) قل الشافعي رضي الله عنه: يسلم في صلاة الليل والنهار من كل ركعتين غير الفريضة؛ روي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:((صلاة الليل مثنى والنهار مثنى مثنى)). وقال بعض أصحاب أبي حنيفة رضي الله عنهم: إن صلاة الليل مثنى، وصلاة النهار يسلم عن أربع. والله أعلم.
الحديث الثاني عن ابن عمر: قوله: ((ركعة من آخر الليل)) خبر موصوف أي ركعة منشأة من آخر الليل، أي آخر وقتها آخر الليل.
الحديث الثالث عن عائشة: قوله: ((يصلي من الليل)) أي بعضه. ومذهب مالك أن من أوتر من أول الليل ثم تهجد في آخره، يعيد الوتر.
الحديث الرابع عن سعد: قوله: ((يا أم المؤمنين)) هو من قوله تعالي: {وأزواجه أمهاتهم} شبههن بالأمهات في بعض الأحكام، وهو وجوب تعظيمهن واحترامهن، وتحريم نكاحهن، وهن فيما وراء ذلك بمنزلة الأجنبيات.
قوله:((فإن خلق النبي الله القرآن)) في الإحياء: أرادت عائشة رضي الله عنها بقولها: ((كان خلقه القرآن)) مثل قوله تعالي {خذ العفو} الآية، وقوله تعالي: {إن الله يأمر بالعدل