ليلة النصف من شعبان- قالت: ما فيها يا رسول الله؟ فقال ((فيها أن يكتب كل مولود [من] بني آدم في هذه السنة، وفيها أن يكتب كل هالك من بني آدم في هذه السنة، وفيها ترفع أعمالهم، وفيها تنزل أرزاقهم)) فقالت: يا رسول الله! ما من أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله تعالي؟ فقال:((ما من أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله تعالي)) ثلاثاً. قلت: ولا أنت يا رسول الله!؟ فوضع يده علي هامته فقال:((ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله منه برحمته)) يقولها ثلاث مرات. رواه البيهقي في ((الدعوات الكبير)).
١٣٠٦ - وعن أبي موسى الأشعري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:((إن الله تعالي ليطلع في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)) رواه ابن ماجه. [١٣٠٦]
١٣٠٧ - ورواه أحمد، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وفي روايته:((إلا اثنين: مشاحن وقاتل نفس)).
ــ
الحديث الرابع والخامس عن عائشة: قوله: ((فيها أن يكتب كل مولود)) إلي آخره- وهو من قوله تعالي:{فيها يفرق كل أمر حكيم} من أرزاق العباد وآجالهم وجميع أمرهم منها إلي الأخرى القابلة. قوله:((يرفع أعمالهم)) أي يكتب الأعمال الصالحة التي ترفع في تلك السنة يوماً فيوماً. ولهذا سألت رضي الله عنها:((ما من أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله تعالي؟)). والاستفهام علي سبيل التقدير، يعني إذا كانت الأعمال الصالحة الكائنة في تلك السنة تكتب قبل وجودها، يلزم من ذلك أحداً لا يدخل الجنة إلا برحمة الله تعالي، فقرره صلى الله عليه وسلم بما أجاب وفي وضع اليد علي الرأس- والله أعلم- إشارة إلي افتقاره كل الافتقار إلي استنزال رحمة الله تعالي، وشمول الستر من رأسه إلي قدمه. ومعنى قوله:((يتغمدني منه برحمته)) يلبسنيها ويسترني بها، مأخوذ من غمد السيف وهو غلافه، والهامة: الرأس.
الحديث السادس والسابع عن أبي موسى: قوله: ((ليطلغ)) ههنا كينزل ومعناه علي ما سبق في التحريض علي قيام الليل في الفصل الأول في الحديث الرابع. قوله:((مشاحن)) المشاحن المعادي. والشحناء العداوة. لعل المراد البغضاء التي تقع بين المسلمين من قبل النفس الأمارة