للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صلاة الضحى؟ قالت: أربع ركعات ويزيد ما شاء الله. رواه مسلم.

١٣١١ - وعن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يصبح علي كل سلامي من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعرف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى)) رواه مسلم.

١٣١٢ - وعن زيد بن أرقم، أنه رأي قوماً يصلون من الضحى، فقال: لقد

ــ

((يصلي)). قوله: ((ويزيد)) عطف علي مقدر مقول للقول أي يصلي أربع ركعات ويزيد. ((مظ)) أي يزيد ما شاء الله من غير حصر، ولكن لم ينقل أكثر من اثنتي عشرة ركعة.

الحديث الثالث عن أبي ذر: قوله: ((يصبح)) في اسمه وجوه: أحدها: قوله: ((صدقة)) أي تصبح الصدقة واجبة علي كل سلامي. وثإنيها: ((من أحدكم)) علي مذهب من يرى زيادة ((من)) في الإثبات. والظرف خبرة و ((صدقة)) فاعل الظرف، أي يصبح أحدكم واجباً علي كل مفصل منه صدقة. وثالثها: مضمر اسمها ضمير الشأن والجملة الاسمية بعده مفسرة و ((من أحدكم)) صفة ((كل سلامي)) ويدل علي تقدير الوجوب قوله في حديث بريدة: ((فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منه بصدقة)). والفاء في قوله: ((فكل تسبيحة صدقة)) تفصيلية ترك ذكر تعدد كل واحد واحد من المفاصل، للاستغناء عنها بذكر تعديد ما ذكر من التسبيح وغيره. وفيه دليل علي أن العبد لم يوجب علي الله تعالي شيئاً من الثواب بعمله؛ لأن أعماله كلها لو قوبلت بإزاء ما وجب عليه من الشكر علي عضو واحد لم تف به. ((نه)): السلامي جمع سلامية هي الأنملة من أنامل الأصابع. وقيل: واحده وجمعه سواء. ويجمع علي سلاميات وهي التي بين كل مفصلين من أصابع الإنسان. وقيل: السلامي كل عظم مجوف من صغار العظام. قال أبو عبيدة: هو في الأصل عظم يكون في فرسن البعير، وكأن المعنى: علي كل عظم من عظام ابن آدم صدقة. ((تو)): وفي معناه الحديث الآتي: ((خلق الإنسان علي ثلثمائة وستين مفصلاً، عليه أن يتصدق علي كل مفصل بصدقة)). ((قض)): المعنى أن كل عظم من عظام ابن آدم يصبح سليماً عن الآفات باقياً علي الهيئة التي يتم بها منافعه وأفعاله، فعليه صدقة شكراً لمن صوره، ووقاه عما يعيره ويؤذيه. قوله: ((ويجزئ)) ضبطناه بضم أوله وفتحه، والضم من الإجزاء، والفتح من جزأ يجزئ أي كفي.

الحديث الرابع عن زيد بن أرقم: قوله: ((يصلون من الضحى)) ((من)) زائدة أي يصلون صلاة الضحى، ويجوز أن تكون تبعيضية، وعليه ينطبق قوله: ((لقد علموا)) فإنه جواب قسم محذوف، أنكر عليهم إيقاع صلاتهم في بعض وقت الضحى، أي أوله ولم يصبروا حتى يدخل وقتها المختار، أي كيف يصلون في هذا الوقت مع علمهم أن الصلاة في غير هذا الساعة أفضل؟ وعلي هذا المعنى يجوز أن يجعل ((من)) ابتدائية ويكون الإنكار واقعاً علي إنشاء صلاة الضحى أول

<<  <  ج: ص:  >  >>