فتقولها عشراً، ثم ترفع رأسك فتقولها عشراً، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات؛ إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تفعل؛ ففي كل جمعة مرة، [فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة]، فإن لم تفعل ففي كل
ــ
وقوله:((تقرأ فاتحة الكتاب)) وقوله: ((وسورة)) وقوله: ((قلت سبحان الله في القيام)) وقوله: ((ثم تقولها وأنت راكع)) إلي قوله: ((فذلك خمس وسبعون)).
وقوله:((أوله وآخره)) قديمه وحديثه)) إلي آخره بدل من قوله: ((ذنبك)) علي معنى: لا أدع من ذنبك شيئاً يقع عليه اسم الذنب، فهو كناية عن التزكية التامة. فالمعنى: إذا أنت فعلت ما أمرتك به من الحسنة، فإن الله تعالي يمنحك عشر خصال، أولاها: محو سيئاتك كلها، ثم عد بعد ذلك إلي أن تنتهي الأشياء إلي عشر مما لا يعلمها إلا الله. ونظيره قوله تعالي:{ليغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، ويتم نعمته عليك، ويهديك صراطاً مستقيما} إلي آخر السورة. وذلك أنه تعالي عد بعد محو ما تقدم من ذنبه وما تأخر نعما لا تحصى دينية ودنيوية، ولأن التزكية مقدمة علي التحلية.
وقوله:((أن تصلي)) خبر مبتدأ محذوف، أي المأمور به: هو أن تصلي، فعلي هذا التقدير يتبين أن الرواية بالباء في قوله:((ألا أفعل بك)) أظهر في المعنى من الرواية باللام؛ لأنه فعل عام خص بحسب المقام، وقرائن الأحوال بما ذكرناه، كما في قوله تعالي:{وما أدرى ما يفعل بي ولا بكم}. قال الكلبي: قال للنبي صلى الله عليه وسلم أصحابه- وقد ضجروا من أذى المشركين -: حتى متى نكون علي هذا؟ فقال: ما أدري ما يفعل بي ولا بكم، أأترك بمكة أو أأمر بالخروج إلي المدينة، علي أن الرواية بالباء هي المثبتة هي الكتب المضبوطة في سنن أبي داود وابن ماجه. وظهر أن إدخال ((قديمة وحديثة)) وإخراجهما لا يضر بالمعنى. اللهم إلا أن يراد به مزيد الاستيعاب وأن ((عشر خصال)) جيء به لإتمام المعنى، لا لما قال، لاستغنائه عنه بقوله:((عشر خصال)) أولاً. والله أعلم.
((مح)): في الأذكار: قال الإمام بن العربي في كتابه ((الأحوذي)) في شرح الترمذي: حديث أبي رافع هذا ضعيف، ليس له أصل في الصحة ولا في الحسن. وإنما ذكره الترمذي لينبه عليه لئلا يغتر به. قال: وقول ابن المبارك ليس بحجة. وقال العقيلي: ليس في صلاة التسبيح حديث ثبت. وذكر أبو الفرج الجوزي في كتاب الموضوعات أحاديث صلاة التسبيح وطرقها، ثم ضعفها كلها وبين ضعفها، وبلغنا عن الإمام أبي الحسن الدارقطني أنه قال: أصح شيء سمعناه في فضائل السور فضل ((قل هو الله أحد)) وفي فضائل الصلوات فضل صلاة التسبيح.