للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: فهو ذلك. رواه مالك، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وروى أحمد إلي قوله: صدق كعب. [١٣٥٩]

١٣٦٠ - وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((التمسوا الساعة التي ترجى في يوم الجمعة بعد العصر إلي غيبوبة الشمس)). رواه الترمذي. [١٣٦٠]

١٣٦١ - وعن أوس بن أوس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي)). قالوا: يا رسول الله! وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ قال: يقولون بليت. قال: ((إن الله حرم علي

ــ

العصر إلي غيبوبة الشمس)). قوله: ((من حين تصبح)) بني ((حين)) علي الفتح، لإضافته إلي الجملة مثل قوله تعالي: {يوم لا يغني} ويجوز إعرابه مثل قوله تعالي: {هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم} ولكن الرواية علي الفتح. قوله: ((ذلك اليوم)) إشارة إلي اليوم المذكور المشتمل علي تلك الساعة الشريفة، و ((يوم)) خبره. وقوله: ((بل في كل جمعة)). أي في كل أسبوع.

الحديث الثالث عن أوس: قوله: ((وفيه النفخة)) وهي نفخ الصور، فإنها مبدأ قيام الساعة، ومقدمة النشأة الثانية. والصعقة: الصوت الهائل الذي يموت الإنسان من هوله، وهو النفخة الأولي. قال تعالي: {ونفخ في الصور فصعق من في السموات} الآية.

قوله: ((وقد أرمت)) ((تو)) قال الراوي: أي بليت، يقال: أرم المال والناس، أي فنوا، أرض أرمة: لا تنبت شيئاً. ويروى أرممت، أي صرت رميماً. فعلي هذا جاز أن تكون ((أرمت)) من أرممت، فحذفت أحد الميمين، وهو لغة، كقولهم: ظلت أفعل كذا، أي ظللت. وهذا الوجه من كلام الخطابي. أقول: علي ما ورد في ((المصابيح)) وهو قوله: ((أرمت)) يقول: بليت مبهم؛ وأما في ((المشكاة)) فلفظ الحديث هكذا: قال: يقولون: بليت، فهو ظاهر؛ لأن القائل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال استبعادا له. فإن قلت: ما وجه الجواب بقوله: ((إن الله حرم علي الأرض أجساد الأنبياء)) فإن المانع من العرض والسماع هو الموت، وهو قائم بعد؟ قلت: لا شك أن حفظ أجسادهم من أن ترم خرق للعادة المستمرة، فكما أن الله تعالي يحفظها منه، كذلك تمكن من

<<  <  ج: ص:  >  >>