١٣٨٥ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصت، والإمام يخطب، فقد لغوت)). متفق عليه.
١٣٨٦ - وعن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يقيمن أحدكم أخاه يوم الجمعة، ثم يخالف إلي مقعده، فقعد فيه؛ ولكن يقول: أفسحوا)). رواه مسلم.
الفصل الثاني
١٣٨٧ - عن أبي سعيد، وأبي هريرة، قالا: قال رسول الله صلي الله علي وسلم: ((من اغتسل
ــ
يرتفع فيه النهار ويأخذ الحر في الازدياد من الهاجرة. وله نظائر، كقولهم في طرفي النهار: الغداوة والعشي، جعلوا النهار نصفين، سموا النصف الأول غداة، والثاني عشياً. قوله: ((كالذي يهدي بدنه)) سميت بدنة، لعظم بدنها، وهي الإبل خاصة. ولأنه صلى الله عليه وسلم ألحق البقرة بها. ولو لم تختص الإبل لم يحسن الإلحاق. وفي اختصاص ذكر الهدى- وهو المختص بما يهدي إلي الكعبة- إدماج لمعنى التعظيم في إنشاء الجمعات وإنها بمثابة الحضور في عرفات. قوله:((فإذا خرج الإمام)) يؤذن بأن الإمام ينبغي أن يتخذ مكاناً خالياً قبل صعوده المنبر تعظيماً لشأنه. كذا وجدناه في دمشق المحروسة.
الحديث الخامس عن أبي هريرة: قوله ((فقد لغوت)) ((حس)): أي تكلمت. وقيل: ملت عن الصواب، وعدلت وقيل: خبت. وأقول: وذلك: أن الخطبة أقيمت مقام الركعتين، فكما لا يجوز التكلم في المنوب لا يجوز في النائب. هذا في حق من أمر بالمعروف، فكيف في حق من ارتكب المنكر، وتكلم ابتداء؟ فحقيق لمثله أن يلحق بالحمار الذي يحمل أسفاراً كما ورد في الحديث الآتي في الفصل الثالث. ((مظ)): والكلام منهي استحباباً أو وجوباً. فالطريق أن يشار باليد للسكت. انتهي كلامه. وفي مذهب مالك الإنصات واجب سواء سمع الخطبة أم لا.
الحديث السادس عن جابر: قوله: ((يخالف إلي مقعده)) والمخالفة: أن يقيم صاحبه من مقامه، فينتهي إلي مقعده فيقعد فيه، كقوله تعالي:{ما أريد أن أخالفكم إلي ما أنهاكم}. فيه إدماج وزجر للمتكبرين، أي كيف تقيم أخاك المسلم وهو مثلك في الدين ولا مزيد لك عليه؟.
الفصل الثاني
الحديث الأول عن أبي سعيد وأبي هريرة: قوله: ((من أحسن ثيابه)) يريد الثياب البيض،