للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٤٩٨ - وعن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، فإنه يرفع حتى يرى بياض إبطيه. متفق عليه.

١٤٩٩ - وعنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فأشار بظهر كفيه إلي السماء. رواه مسلم.

١٥٠٠ - وعن عائشة، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأي المطر قال: ((اللهم صيبًا نافعًا)). رواه البخاري.

١٥٠١ - وعن أنس، قال: أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، قال: فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله! لم صنعت هذا؟ قال: ((لأنه حديث عهد بربه)). رواه مسلم.

ــ

بيده اليمنى علي كتفه الأعلي من جانب اليمين، والطرف المقبوض بيده اليسرى علي كتفه الأعلي من جانب اليسار، فإذا فعل ذلك، فقد انقلب اليمين يسارًا، واليسار يمينًا، والأعلي أسفل، والأسفل أعلي. وأبو حنيفة لا يرى صلاة الاستسقاء، بل يدعو له والشافعي يصلي كصلاة العيد، ومالك يصلي ركعتين كسائر الصلوات.

الحديث الثاني عن أنس: قوله، ((لا يرفع يديه)) ((قض)): أي لا يرفعهما كل الرفع حتى يتجاوز رأسه، ويرى بياض إبطيه لو لم يكن عليه ثوب إلا في الاستسقاء؛ لأنه ثبت استحباب رفع اليد في الأدعية كلها.

الحديث الثالث عن أنس قوله: ((فأشار بظهر كفيه إلي السماء)) قالوا: فعل صلى الله عليه وسلم ذلك تفاؤلاً بقلب الحال ظهرًا لبطن، وذلك نحو صنيعه في تحويل الرداء، أو إشارة إلي ما يسأله، وهو أن يجعل بطن السحائب إلي الأرض لينصب ما فيه الأمطار.

الحديث الرابع عن عائشة: قوله: ((صيباً نافعًا)) نصبه بفعل مضمر، أي اسقنا صيبًا نافعًا، و ((نافعًا)) تتميم في غاية من الحسن؛ لأن لفظة صيبًا مظنة للضرر والفساد. ((الكشاف)): الصيب المطر الذي يصوب أي ينزل ويقع: وفيه مبالغات من جهة التركيب والبناء، والتنكير دل علي أنه نوع من المطر شديد هائل، فتممه بقوله ((نافعًا)) صيانة عن الإضرار والفساد. نحوه قول الشاعر:

فسقى ديارك غير مفسدها صوب الربيع وديمة تهمى

لكن ((نافعًا)) في الحديث أوقع وأحسن وأنفع من قوله: ((غير مفسدها)).

الحديث الخامس عن أنس: قوله: ((فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه)) يقال: حسرت العمامة عن رأسي، والثوب عن بدني، أي كشفتهما. قوله: ((حديث عهد بربه)) ((تو)): أراد قرب عهده

<<  <  ج: ص:  >  >>