للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥٣٣ - وعن عثمان بن أبي العاص، أنه شكا إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعًا يجده في جسده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ضع يدك علي الذي يألم من جسدك، وقل: بسم الله ثلاثًا، وقل سبع مرات: أعوز بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر)). قال: ففعلت، فأذهب الله ما كان بي. رواه مسلم.

١٥٣٤ - وعن أبي سعيد الخدري، أن حبريل أتي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد اشتكيت؟ فقال: ((نعم)). قال: بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك. رواه مسلم.

١٥٣٥ - وعن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين: ((أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة) ويقول: ((إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق)). رواه البخاري. وفي أكثر نسخ ((المصابيح)): ((بهما)) علي لفظ التثنية.

ــ

الحديث الحادي عشر عن عثمان: قوله: ((ما أجد وأحاذر)) تعوذ من وجع ومكروه هو فيه، ومما يتوقع حصوله في المستقبل من الحزن والخوف؛ فإن الحذر هو الاحتراز عن مخوف.

الحديث الثاني عشر عن ابن عباس: قوله: ((بكلمات الله التامة)) ((تو)): الكلمة في لغة العرب تقع علي كل جزء من الكلام، اسمًا كان أو فعلاً أو حرفًا، وتقع علي الألفاظ المنظومة، وعلي المعإني المجموعة. والكلمات ها هنا محمولة علي أسماء الله الحسنى، وكتبه المنزلة؛ لأن المستعاذ به من الكلمات إنما يصح ويستقيم أن يكون بمثلها. ووصفها بـ ((التامة)) لخلوها عن النواقص والعوارض، فإن الناس متفاوتون في كلامهم علي حسب تفاوتهم في العلم واللهجة، وأساليب القول، فما منهم من أحد إلا وقد يوجد فوقه آخر، إما في معناه، أو في معان كثيرة، ثم إن أحدهم قلما يسلم من معارضة أو خطأ أو نسيان أو العجز عن المعنى الذي يراد، أو عظم النقائص التي هي مقترنة بها، إنها كلمات مخلوقة يتكلم بها مخلوق مفتقر إلي الأدوات والمخارج، وهذه أدوات نقيصة لا ينفك عنها كلام مخلوق، وكلمات الله تعالي متعالية عن هذه القوادح، فهي التي لا يسعها نقص ولا يعتريها اختلال. واحتج الإمام أحمد بها علي القائلين بخلق القرآن. فقال: لو كانت كلمات الله تعالي مخلوقة لم يعذ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لا يجوز الاستعاذة بمخلوق، واحتج أيضًا بقوله: ((التامة)) فقال: ما من مخلوق إلا وفيه نقص.

<<  <  ج: ص:  >  >>