٤٧ - وعن معاذ بن جبل، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من لقي الله لا يشرك به شيئان ويصلي الخمس، ويصوم رمضان؛ غفر له)). قلت: أفلا أبشرهم يا رسول الله، قال:((دعهم يعملوا)) رواه أحمد [٤٧].
٤٨ - وعنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الإيمان؟ قال:((أن تحب لله، وتبغض لله، وتعمل لسانك في ذكر الله)). قال: وماذا يا رسول الله؟ قال:((أن تحب للناس ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك)) رواه أحمد [٤٨].
ــ
الذي وفق لحظ عظيم من الخير. وقوله: صلى الله عليه وسلم: ((صل من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك)) فصل ثم أجمل لمزيد الاهتمام.
قوله:((وطول القنوت)) القنوت يرد على معان متعددة: كالطاعة، والخشوع، والصلاة، والدعاء، والعبادة، والقيام، وطول القيام، والسكوت؛ فيصرف في كل واحد من هذه المعاني إلى ما يحتمله لفظ الحديث الوارد. وقال ابن الأنباري: القنوت على أربعة أقسام: الصلاة، وطول القيام، وإقامة الطاعة، والسكوت، ويجوز أن يراد هنا القيام، والخشوع، والسكوت.
الحديث الثاني عشر والثالث عشر عن معاذ: قوله: ((وماذا يا رسول الله)) أي ماذا أصنع بعد ذلك؟ و ((ماذا)) يحوز أن يكون منصوبا بأصنع بمعنى أي شيء أصنع؟ وأن يكون مرفوعا بالابتداء، بمعنى أي شيء أصنعه؟ فعلى الأول يكون قوله:((أن تحب للناس)) منصوبا، وعلى الثاني مرفوعا، والحديثان لوضوحهما غنيان عن الشرح.