١٥٦٥ - وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أراد الله تعالي بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة)). رواه الترمذي.
١٥٦٦ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن عظم الجزاء، مع عظم البلاء، وإن الله عز وجل إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط)). رواه الترمذي وابن ماجه.
ــ
قوله:((سكرات الموت)) ((غب)): السكر حالة تعرض بين المرء وعقله، وأكثر ما يستعمل ذلك في الشراب، وقد يعتري من الغضب والعشق.
الحديث السادس عشر عن أنس: قوله: ((أمسك عنه بذنبه)) أي أمسكه عنه لما يستحقه بسبب ذنبه من العقوبة، والضمير المرفوع في ((يوافيه)) راجع إلي الله تعالي، والمنصوب إلي العبد، ويجوز أن يكون بالعكس، والمعنى لا يجازيه بذنبه حتى يجيء في الآخرة متوفر الذنوب وافيها، فيستوفي حقه من العقاب.
الحديث السابع عشر عن أنس: قوله: ((فمن رضي فله الرضي)). فإن قلت: إذا كانت الفاء تفصيلية، فالتفصيل غير مطابق للمفصل؛ لأن المفصل اشتمل علي فريق واحد، وهو أهل المحبة، والتفصيل علي فريقين: أهل الرضي وأهل السخط. قلت: هو من أسلوب قوله تعالي: {ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعًا * فأما الذين آمنوا} الآية. ((الكشاف)): هو كقولك: جمع الإمام الخوارج، فمن لم يخرج عليه كساه وحمله، ومن خرج عليه نكل به. وصحة ذلك أن حذف ذكر أحد الفريقين لدلالة التفصيل عليه. انتهي كلامه. فكذا ها هنا، أي إذا أحب الله تعالي قومًا وأبغض قومًا ابتلاهم جميعًا.
وقوله:((فمن رضي فله الرضي)) شرط وجزاء، فهم منه أن رضي الله تعالي مسبوق برضي العبد، ومحال أن يرضي العبد عن الله إلا بعد رضي الله عنه، كما قال:{رضي الله عنهم ورضوا عنه} ومحال أن يحصل رضي الله ولا يحصل رضي العبد في الآخرة، كما قال تعالي:{يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلي ربك راضية مرضية} فعن الله الرضي أزلاً وأبدًا، سابقًا ولاحقًا.