للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥٩٩ - وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه؛ إنه إذا مات انقطع أمله، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرًا)) رواه مسلم.

١٦٠٠ - وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي)) متفق عليه.

١٦٠١ - وعن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحب لقاء

ــ

لي))، فعلي هذا يكره تمني الموت من ضر أصابه في نفسه أو ماله؛ لأنه في معنى التبرم عن قضاء الله في أمر يضره في دنياه وينفعه في آخرته. ولا يكره التمني لخوف في دينه من فساد.

قوله: ((إما محسنًا)) قال المالكي: تقديره: إما أن يكون محسنًا، وإما مسيئًا، فحذف (يكون) مع اسمها مرتين، وأبقى الخبر، وأكثر ما يكون ذلك بعد ((إن)) و ((لو)) كقول الشاعر:

انطق بحق وإن مستخرجًا إحنا فإذا ذا الحق غلاب وإن غلبا

وكقوله:

علمتك منانًا فلست بآمل نداك ولو ظمآن غرثان عاريا

و ((لعل)) في هذين الموضعين للرجاء المجرد عن التعليل، وأكثر مجيئها في الرجاء إذا كان معه تعليل، نحو قوله تعالي: {واتقوا الله لعلكم تفلحون}.

((قض)): معنى قوله: ((ولعله أن يستعتب)) يطلب العتبي، وهو الإرضاء، وكذا الإعتاب، والمراد منه أن يطلب رضي الله تعالي بالتوبة، ورد المظالم، وتدارك الفائت.

الحديث الثاني عن أبي هريرة: قوله: ((انقطع أمله)) بالهمز في الحميدي وجامع الأصول، وفي شرح السنة بالعين، ولعل من لم يمعن النظر يرجح العين علي الهمزة، ويزعم أن الأمل مذموم كله، لكن بعض الأمل مطلوب. قال:

وأكذب النفس إذا حدثتها إن صدق النفس يزرى بالأمل

والمعنى: لا تحدث نفسك بأنك لا تظفر بمرامك، ولم تفز بمطلوبك، فإن ذلك يثبطك عن كثير من الكمالات ومعالي الأمور، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرًا)).

<<  <  ج: ص:  >  >>