للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٦٤٢ - ورواه الترمذي، وابن ماجه. عن أبي أمامة [١٦٤٢].

١٦٤٣ - وعن ابن عباس، قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلي أحد أن ينزع عنهم الحديد والجلود، وأن يدفنوا بدمائهم وثيابهم. رواه أبو داود، وابن ماجه [١٦٤٣].

الفصل الثالث

١٦٤٤ - وعن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، أن عبد الرحمن بن عوف أتي بطعام وكان صائم، فقال: قتل مصعب بن عمير وهو خير مني، كفن في بردة، إن غطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطي رجلاه بدا رأسه، وأراه قال: وقتل حمزة وهو خير مني، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط، أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا، ولقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا، ثم جعل يبكي، حتى ترك الطعام. رواه البخاري.

ــ

الحديث الخامس عن ابن عباس: قوله: ((أن ينزع عنهم الحديد)) ((مظ)): أي السلاح والدرع، وأراد بالجلود ما معهم من الفروة والكساء غير الملطخ بالدم، ولا يغسل الشهيد، ولا يصلي عليه؛ لكرمه، فإنه مغفور له، هذا عند الشافعي. وأما عند أبي حنيفة رضي الله عنهما: فلا يغسل لكن يصلي عليه.

الفصل الثالث

الحديث الأول عن سعد: قوله: ((حسناتنا عجلت لنا)) يعني حقنا أن ندخل في زمرة من قيل في حقه: {من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما شاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحورا} يعني من كان العاجلة همه، ولم يرد غيرها؛ لفضلنا عليهم من منافعنا بما نشاء لمن نريد، ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً. وقوله تعالي: {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها} يعني: أذهبتم ما كتب لكم من الطيبات، أي أصبتموه في دنياكم، فلم يبق لكم بعد استيفاء حظكم شيء منها. والمراد بالحظ الاستمتاع باللهو والتنعم الذي يشغل الرجل لالتذاذه به عن الدين وتكاليفه، حتى يعكف همته علي استيفاء اللذات، ولم يعش إلا ليأكل الطيب، ويلبس اللين، ويقطع أوقاته باللهو والطرب، ولا يعبأ بالعلم والعمل، ولا يحمل نفسه مشاقما. وأما من تمتع بنعمة الله وأرزاقه التي لم يخلقها إلا لعباده، ويقوى بها علي دراسة العلم والقيام بالعمل، وكان ناهضاً بالشكر، فهو عن ذلك بمعزل. روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل هو وأصحابه تمراً، وشربوا عليه ماءاً، فقال: ((الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين)).

<<  <  ج: ص:  >  >>