١٦٧٩ - وعن نافع أبي غالب، قال: صليتُ مع أنس بن مالك علي جنازة رجلٍ، فقام حيال رأسه، ثم جاؤوا بجنازة امرأة من قريش، فقالوا: يا أبا حمزة! صلِّ عليها، فقام حيال وسط السرير، فقال له العلاء بن زياد: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام علي الجنازة مقامك منها؟ ومن الرجل مقامك منه؟ قال: نعم. رواه الترمذي وابن ماجه. وفي رواية أبي داود نحوه مع زيادة، وفيه: فقام عند عجيزة المرأة. [١٦٧٩]
الفصل الثالث
١٦٨٠ - (٣٥) عن عبد الرحمن بن أبي ليلي، قال: كان ابن حنيف، وقيس ابن سعد قاعدين بالقادسية، فمر عليهما بجنازة، فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل
ــ
((في ذمتك)) أي أن فلاناً في عهد جوارك. والأصل في عهدك، فنسب إلي العهد ما كان منسوباً إلي الله تعالي، فجعل للجوار عهداً مبالغة في كمال حمايته ونصرته، فالحبل مستعار للعهد لما فيه من التوثقة، وعقد القول بالأيمان المؤكدة. ومن ثم قيل فيمن خان العهد: فلان نقض عهده ونكث؛ فإن النقض والنكث من صفات الحبل ولوازمه.
وقوله:((أنت أهل الوفاء)) تجريد لاستعارة الحبل للعهد؛ لأن الوفاء صفة ملائمة للعهد المستعار له، لا للحبل المستعار. ولو أريد الترشيح لقيل: أنت أهل الإبرام.
الحديث الحادي عشر عن ابن عمر رضي الله عنه: قوله: ((اذكروا محاسن موتاكم)) المأمور والمنهي بهذا الأمر والنهي، إن كان من الصالحين من عباد الله، فكما أن ذكرهم محاسن الموتى مؤثر فيهم أمروا بذلك، وأن ذكرهم مساوئهم كذا مؤثر، فعليه أن لا يسعى في ضرر الغير، كما سبق في حديث أنس رضي الله عنه:((أنتم شهداء الله)) وإن كان المأمور والمنهي غيرهم، فإن أثر النفع والضرر راجع إلي القائل، فعليه أن يجتنب ما يتضرر بذكره، ويتحرى ما له من نفع فيه.
الحديث الثاني عشر عن نافع: قوله: ((نافع أبي غالب)) ((أبي غالب)) هو عطف بيان، كأن الكنية كانت أشهر وأعرف من العلم، فجئ بها بياناً بـ ((نافع)). وقوله:((حيال رأسه)) أي إزاء رأسه ومقابله، وحيال كل شيء: قبالته، وتلقاء وجهه. قوله:((عجيزة المرأة)) ((نه)): العجيزة والعجز، وهي للمرأة خاصة، والعجز مؤخر الشيء.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن عبد الرحمن رضي الله عنه: قوله: ((بالقادسية)) وهو موضع بينه وبين الكوفة خمسة عشر ميلاً، والأرض هنا كناية عن السفالة والرذالة. قال تعالي: {ولو شيءنا