١٦٩٤ - وعن ابن عباس، قال: جعل في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيفة حمراء. رواه مسلم.
١٦٩٥ - وعن سفيان التمار: أنه رأي قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسنماً. رواه البخاري.
١٦٩٦ - وعن أبي الهياج الأسدي، قال: قال لي علي: ألا أبعثك علي ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن لا تدع تمثالا إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته. رواه مسلم.
١٦٩٧ - وعن جابر، قال: نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر، وأن يُبنى عليه، وأن يقعد عليه. رواه مسلم.
ــ
الميل والعدول عن الشيء. ((مح)) ((الحدوا)): وهو بوصل الهمزة وفتح الحاء. ويجوز بقطع الهمزة وكسر الحاء يقال: لحد يلحد كذهب يذهب، وألحد يلحد إذا حفر اللحد. وفيه استحباب اللحد، ونصب اللبن، وأنه فعل ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم باتفاق الصحابة رضي الله عنهم. وقد نقلوا أن عدد لبناته صلى الله عليه وسلم تسع.
الحديث الثانى عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((قطيفة حمراء)) ((نه)): هي كساء له خمل، ومنه الحديث ((تعس عبد القطيفة)) أي الذي يعمل لها ويهتم بتحصيلها. ((مح)): هذه القطيفة ألقاها شقران مولي ارسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: كرهت أن يلبسه أحد بعده صلى الله عليه وسلم. وقد نص الشافعى وغيره من العلماء علي كراهة وضع قطيفة، أو مخدة، ونحوهما تحت الميت في القبر. وقيل: إن ذلك كان من خواصه صلوات الله عليه، فلا يحسن في حق غيره. ((تو)): وذلك أنه صلى الله عليه وسلم كما فارق الأمة في بعض أحكام حياته فارقهم في بعض أحكام مماته؛ فإن الله تعالي حرم علي الأرض لحوم الأنبياء، وحق لجسد عصمه الله تعالي عن البلي، والتغير، والاستحالة أن يفرش له في قبره؛ لأن المعنى الذي يفرش للحى لم يزل عنه بحكم الموت، وليس الأمر في غيره علي هذا النمط.
الحديث الثالث عن سفيان: قوله: ((مسنماً)) تسنيم القبر أن يجعل كهيئة السنام، وهو خلاف تسطيحه.
الحديث الرابع عن أبي الهياج رضي الله عنه: قوله: ((ألا أبعثك)) ((تو)): أي ألا أرسلك للأمر الذي أرسلنى له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما في قوله:((ألا أبعثك علي ما بعثنى)) من معنى التأمير، عدى ((أبعثك)) بحرف الاستعلاء، أي أجعلك أميراً. أقول: وفيه أن ما أمر عليه من الشؤون العظيمة؛ فإن مثل علي رضي الله عنه إنما يؤمر في الأمور المهمة.