١٧٣٦ - وعن أبي موسى الأشعريِّ، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إذا مات ولدُ العبد، قال الله تعالي لملائكته: قبضتم ولدَ عبدي؟ فيقولونَ: نعم. فيقولُ: قبضتم ثمرةَ فُؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقولُ: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: ابنو لعبدي بيتًا في الجنة، وسموه بيت الحمد)). رواه أحمدُ، والترمذيُّ. [١٧٣٦]
١٧٣٧ - وعن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من عزى مصابًا، فله مثل أجره)). رواه الترمذي، وابن ماجه، وقال الترمذيُّ: هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث علي بن عاصم الراوي، وقال: ورواه بعضُهم عن محمد ابن سوقة بهذا الإسناد موقوفًا. [١٧٣٧]
١٨٣٨ - وعن أبي برزة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من عزى ثكلي كُسيّ بُردًا في الجنَّة)). رواه الترمذيُّ، وقال: هذا حديثٌ غريب. [١٧٣٨]
ــ
الحديث الخامس عن أبي موسى: قوله: ((قبضتم ولد عبدي)) مرجع السؤال إلي تنبيه الملائكة علي ما أراد الله سبحانه من التفضل علي عبده الحامد؛ لأجل تصبره علي المصائب، وعدم تشكيه، بل إعداده إياها من جملة النعماء التي يستوجب الشكر عليها ثم استرجاعه، وأن نفسه ملك الله وإليه المصير في العاقبة، قال أولا:((ولد عبدي))، أي فرع شجرته، ثم ترقى إلي ((ثمرة فؤاده)) أي نقاوة خلاصته؛ فإن خلاصة الإنسان الفؤاد، والفؤاد إنما يعتد به لما هو مكان اللطيفة التي خلق لها، وبها شرفه وكرامته، فحقيق لمن فقد مثل تلك النعمة الخطيرة، ويلقاها بمثل ذلك الحمد، أن يكون محمودًا حتى المكان الذي يسكن فيه، فلذلك سمي بيت الحمد.
الحديث السادس عن عبد الله رضي الله عنه: قوله: ((من عزَّى مصابًا)) ((نه)): التعزى: الانتماء والانتساب إلي القوم، والعز أو العزوة اسم لدعوى المستغيث، وقيل: التعزي التآسي والتصبر عند المصيبة، أن يقول:((إنا لله وإنا إليه راجعون)). ويقول المعزِّي: أعظم الله جزاءك، وأحسن عزاك، وغفر لميتك.
الحديث السابع عن أبي برزة: قوله: ((ثكلي)) الثكل: فقد الولد، يقال: امرأة ثاكل، وثكلي، ورجل ثاكل، وثكلان.