للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جاءت عجوزٌ إلى النبيِّ وهو عندي، فقال لها: "مَن أنتِ؟ "، فقالت: أنا جَثَّامَةُ المزَنِيَّةُ، قال: "أنتِ حَسَّانَةُ (١)، كيفَ أنتِ؟ كيفَ حالُكُمْ؟ كيفَ كنتُم بعدَنا؟ "، قالت: بخيرٍ، بأبي أنتَ، فلمَّا خرجَت قلتُ: يا رسولَ اللهِ، تُقبِلُ على هذه العجوزِ هذا الإقبالَ!، قال: "إنها كانت تأتينا زَمَنَ خديجةَ، وإنَّ حُسنِ العهدِ من الإيمانِ" (٢)، وقال: إنه "صحيحٌ على شرطِ الشيخينِ، وليس له علة".

وقد روى ابنُ عبدِ البَرِّ (٣) من طريقِ الكُدَيميِّ (٤) عن أبي عاصمِ، فسمَّى المرأةَ الحولاءَ (٥)، فيُحتَمَلُ أنَ يكونَ وَصْفَها أو لَقَبَها، ويُحتَمَلُ التَّعَددُ (٦) معَ بُعدِهِ؛ لاتِّحادِ الطَّريقِ.


= (٤/ ٧٢)، و"تهذيب التهذيب" (٤/ ٣٤٢).
(١) المزنيَّة. كانت صديقة خديجة .
انظر: "الاستيعاب" (٤/ ١٨١٠)، "أسد الغابة" (٦/ ٤٧، ٦٤)، و"الإصابة" (٧/ ٥٨١).
(٢) وأخرجه من طريق الحاكم ابنُ عساكر في "التاريخ" (٤/ ٥٢).
ومداره على صالح بن رستم، وهو مختلف فيه كما تقدم في ترجمته، ويترجح -في نظري- جانب تعديله؛ إذ إن جرحه مجملٌ لم يفسر، وغالب من جرحه متشدد، وقد وثقه جمعٌ من كبار أهل النقد، فالظاهر أن حديثه لا ينزل عن الحسن. والله أعلم.
وعلى أي حالٍ فالحديث له طرق أخرى تقوي هذا الطريق.
(٣) "الاستيعاب" (٤/ ١٨١٥).
(٤) محمد بن يونس، تقدم مرارًا، وهو متروك.
(٥) وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (٢/ ١٠٣) رقم (٧٧٤)، والبيهقي في "الشعب" (١١/ ٣٧٨) رقم (٨٧٠١)، والقضاعي في "الشهاب" (٢/ ١٠٢) رقم (٩٧١)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (٤/ ١٨١٠)، والخطيب في "الأسماء المبهمة" (٤٨)، وغيرهم، كلهم من طريق الكديمي عن أبي عاصم به، لكنه سمى المرأة "جثامة المزنية"، كما في رواية الصغاني عن أبي عاصم السابقة.
قال ابن عبد البرِّ: "هذه الرواية أولى بالصواب من رواية من روى ذلك في الحولاء بنت تويت". وقال في رواية "الحولاء": "كذا رواه محمدُ بنُ موسى السَّاميُّ (يعني: الكديمي) عن أبي عاصمٍ بإسناده المذكورِ: استأذنتِ الحولاءُ … ، وقد غلطَ في ذلك محمدُ بنُ موسى الساميُّ -والله أعلم-؛ لأنه قد روي هذا الحديثُ عن أبي عاصمٍ بخلافِ ما رواه محمدُ بنُ موسى الساميُّ".
وعلى أيِّ حالٍ فالإسناد ضعيفٌ جدًّا لحال الكديمي. والله أعلم.
(٦) انظر: "الإصابة" (٧/ ٥٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>