للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال: أراد أن الرجل وإن كان قليلًا في نفسه منفردًا، فإنه يكثر بأخيه إذا ظافره على الأمر وساعده عليه، فكأنه كان قليلًا في حين انفراده، كثيرًا باجتماعه مع أخيه، وهو مثل قوله: "الاثنان فما فوقهما جماعة" (١).

١٠٢١ - حديث: "المرء مع من أحب".

متفق عليه من حديث شعبة عن قتادة عن أنس (٢)، ومن حديث الأعمش


= أبا هريرة يقول: إن رسول الله قال: فذكر حديثًا طويلًا وفيه: إن المرء يرى أنه كثير بأخيه …
ورواه الحاكم في "المستدرك" (٢/ ٨٢) من هذا الوجه لكن مختصرًا.
وقال: صحيح الإسناد.
ولم يوافقه الذهبي فقال: فيه انقطاع. "المستدرك مع التلخيص" (٢/ ٨٣).
وكذا ضعفه المنذري كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (٥/ ١٢٤) وأقره البوصيري.
ولعل الانقطاع المقصود هو من قول الراوي "صالح بن كيسان قال: قال أبو عبد الرحمن" فقد جاء مكنى في السند فقط.
وأبو عبد الرحمن هذا ذكره ابن حبان في "الثقات" (٥/ ٥٦٨) وقال: يروي عن أبي هريرة روى عنه صالح بن كيسان.
فهو مجهول عين؛ لم يرو عنه سوى واحد، فالسند ضعيف لأجله.
ومن الشواهد ما رواه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (ص ٧١)، (ح ٢٤)، وأبو الشيخ الأصبهاني في جزء ما رواه أبو الزبير عن غير جابر (ص ٦٤)، (ح ٢٣) كلاهما من طريق سهل بن عامر البجلي: حدثنا ميمون بن عمرو البصري عن أبي الزبير عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله : "الناس سواسية كأسنان المشط، وإنما يتفاضلون بالعافية، والمرء كثير بأخيه، ولا خير في صحبة من لا يرى لك من الحق مثل ما ترى له".
وهو منكر؛ فيه سهل بن عامر البجلي قال عنه البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث أدركته بالكوفة روى أحاديث بواطيل، وكان يفتعل الحديث.
انظر: "التاريخ الأوسط" (٢/ ٣٠٧)، "الجرح والتعديل" (٤/ ٢٠٢)، "ميزان الاعتدال" (٢/ ٢٣٩).
فالحديث بطرقه وشواهده لا يعتضد لشدة ضعفها، وأحسنها ما عند عبد بن حميد في "مسنده" عن أبي هريرة.
(١) حديث يروى عن بعض الصحابة، وقد أورده المؤلف في حرف الألف برقم (٢٦).
(٢) أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب الأدب، باب ما جاء في قول الرجل ويلك (٨/ ٣٩)، (ح ٦١٦٧). =

<<  <  ج: ص:  >  >>